تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مأساة مسيحيي الموصل تتفاعل في بيروت

German Foreign Minister Frank-Walter Steinmeier speaks with Lebanon's Foreign Minister Gebran Bassil during a news conference in Beirut May 29, 2014. REUTERS/Mohamed Azakir (LEBANON - Tags: POLITICS) - RTR3RFF8
اقرأ في 

استنفار كنسي ورسمي، وفرق عمل تجتمع يومياً كخلية نحل، هذ هي هي صورة الاهتمام الذي أثارته مأساة مسيحيي الموصل في بيروت. فمع إقدام "داعش" على طرد سكان الموصل العراقيين من أرضهم، بدا كأن استنفاراً عاماً أعلن لدى المؤسسات الكنسية اللبنانية، كما في وزارة الخارجية اللبنانية، التي يتولاها اليوم جبران باسيل، وهو وزير مسيحي يمثل أكبر كتلة نيابية مسيحية في لبنان. بدأ التحرك باجتماع لممثلي الكنائس المعنية بالأزمة العراقية، في مقر بطريركية السريان الكاثوليك، يوم الأربعاء في 23 تموز. أمين عام الروابط المسيحية في لبنان، حبيب أفرام، الذي شارك في الاجتماع والذي يتولى مهمة تنسيق خلية الأزمة الكنسية لمتابعة القضية، أكد لموقعنا أن ما حصل في الموصل مأساة إنسانية فعلية. لكن الأخطر ما قد يحصل لاحقاً إذا ام تعط القضية الاهتمام اللازم. يقول أفرام أنه قبل أسبوعين كان لا يزال نحو 15 ألف مسيحي يعيشون في مدينة الموصل العراقية. أما اليوم فلم يبق منهم، بحسب معطيات الجهات الكنسية هناك، إلا أقل من 20 شخصاً. كلهم من كبار السن والعجزة الذين لم يتمكنوا من النزوح الذي فرض على أهلهم. فاختاروا البقاء، وأعلنوا تحولهم إلى الإسلام، كما فرض عليهم مسلحو "داعش"، تجنباً للموت. في المقابل انتقل الآخرون إلى القرى المسيحية الواقعة في سهل نينوى القريب من الموصل. هناك في قره قوش خصوصاً، تجلت مأساة آلاف المسيحيين الذين اقتلعوا من أرض عاشوا فيها آلاف السنين، منذ ما قبل المسيحية حتى اليوم. لينضموا إلى نحو 170 ألف مسيحي، باتوا يقيمون في قري سهل نينوى. تلك المنطقة التي تقع رسمياً تحت سلطة الحكومة المركزية في بغداد، لكنها تقع فعلياً تحت سلطة إقليم كردستان.

المهم، يقول أفرام، أن الكنائس المجتمعة وضعت خطة تحرك سياسية وإنسانية ودبلوماسية لإثارة آخر قضية "ترانسفير" في عصرنا الراهن، وسط صمت دولي قاتل. سلسلة اتصالات بدأت مع مختلف الهيئات الحكومية. وفي اليومين المقبلين يصل وفد فاتيكاني إلى إربيل، عاصمة إقليم كردستان، لمتابعة القضية، والاطلاع على أوضاع المسيحيين النازحين. خصوصاً، كما يتابع أفرام، أن مسلحي "داعش" باتوا على مسافة نحو ألفي متر فقط من كبرى بلدات اللجوء المسيحي في نينوى، وهي بلدة قره قوش، أو بغدادة كما يسميها المسلمون. وبالتالي فالوضع هناك لا يزال هشاً، ومأساة مسيحيي الموصل خصوصاً والعراق عموماً، قد تستأنف وقد تتفاقم، بالعنف والدم هذه المرة، إذا ما واصل التكفيريون تقدمهم شمالاً.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.