تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

حماس في غزة تريد أن تكون كحزب الله في لبنان

A young Palestinian poses for a photograph after participating in a military-style graduation ceremony at Fajer Al-Entesar (dawn of victory) summer camp, organised by the Hamas movement, in Gaza City June 19, 2014. Hamas stages dozens of military-style summer camps for young Palestinians in the Gaza Strip to prepare them to "confront any possible Israeli attack", organisers said. The writing on the wall is a verse from holy Koran that reads: "And hold firmly to the rope of Allah all together and do not beco

مدينة غزة، قطاع غزة - سلّمت حركة حماس بعد حكم دام لسبع سنوات حكومتها في غزة إلى حكومة التوافق الوطني برئاسة رامي الحمد الله وفقاً لاتفاق المصالحة الموقع مع خصمها السياسي حركة فتح، دون تنازل فعلي عن السيطرة الميدانية والأمنية على قطاع غزة.

وأظهرت أزمة إغلاق البنوك في قطاع غزة لعدة أيام من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة حماس السابقة ومنع الموظفين وعامة الفلسطينيين من إجراء أي معاملات مالية، مدى قوة الأجهزة الأمنية وقدرتها على فرض سيطرتها على الوضع الميداني في القطاع الساحلي.

وتستمر الأجهزة الامنية فرض سيطرتها على المعابر الحدودية مثل معبر رفح البري شبه المغلق الذي يصل القطاع بمصر، وكذلك معبر إيرز الذي يفصل القطاع عن إسرائيل والضفة الغربية، مما يضطر المسافرين والزائرين التسجيل مرتين عند وصولهم للجانب الفلسطيني في مكتب الإرتباط الفلسطيني التابع للسلطة الفلسطينية وحاجز الامن التابع لحكومة حماس السابقة، بالإضافة إلى سيطرتها على معبر كرم أبو سالم التجاري.

واعتقل جهاز الامن الداخلي في غزة القيادي في حركة فتح عرفات أبو شباب أثناء عودته من مصر عبر معبر رفح البري (3حزيران/يونيو) عقب حلف حكومة الحمد الله اليمين الدستوري أمام الرئيس عباس في رام الله.

وأوضح مصدر قيادي في حركة حماس أن الحركة لن تتخلى عن سيطرتها على القطاع بهذه السهولة والسرعة وأن قوتها ستبقى قائمة برغم تشكيل حكومة التوافق الوطني وتسليم الوزارات الرسمية.

وقال المصدر لـ"المونيتور" بشرط عدم الافصاح عن هويته "حماس غير مستعدة لتعريض مشروعها السياسي للخطر وتسليم قوتها التي بنتها على مدار سبع سنوات بمجرد التوافق على حكومة لا نعلم مدى قدرتها على الصمود".

وينص اتفاق القاهرة للمصالحة الفلسطينية وما تلاه من اتفاقات بين الحركتين على إبقاء الاجهزة الأمنية في قطاع غزة على حالها دون تغيير إلا بعد اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، والسماح فقط لـ 3000 عنصر من شرطة المرور والدفاع المدني بالعودة، وهو ما يسمح لحماس بإبقاء قدراتها الأمنية في فرض ما تريد أمنياً على الأرض وعدم السماح للاجهزة الأمنية التابعة للسلطة بتقويضها.

وأشار نهاد الشيخ خليل المحاضر في الجامعة الإسلامية إلى أن هناك تردد حكومة الوحدة الفلسطينية برئاسة الحمد لله في استلام زمام الأمور في قطاع غزة مما أدى إلى استمرار السيطرة للاجهزة الامنية على مجريات الامور في قطاع غزة.

وقال في حديثه لـ"المونيتور" "حماس ستستمر في وجودها في غزة وخروجها من الحكم لا يعني انتهاء وجودها في قطاع غزة، فهي تملك الأجهزة الامنية وفقاً لاتفاق القاهرة وكذلك ما زالت تملك الاغلبية في المجلس التشريعي ما يمكنها تعطيل أي شيئ في الحكومة".

وكان رئيس الحكومة رامي الحمد الله قال في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه لا يملك السيطرة على الأرض في قطاع غزة، وأن إعادة الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة قد تحتاج إلى سنوات.

ولدى حماس جناح عسكري قوي يعتقد انه أكثر تسليحاً وتدريباً من القوى الأمنية الفلسطينية التي كانت تابعة للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، واستطاع في عام 2007 هزيمتها واجبارها على الهروب من قطاع غزة.

وقال المصدر ذاته في حماس "كتائب القسام هو الرصيد الأساسي الذي تعتمد عليه حماس في بسط سيطرتها وهو الحاكم الفعلي للامن في قطاع غزة ولن يستطيع أي اتفاق سياسي القضاء على هذه القوة التي تعتبر السبب الرئيس لشعبية حماس اليوم".

وأضاف "اضطرت حماس لتسليم الحكومة في قطاع غزة بعد الحصار المطبق الذي فرض عليها، ولم تصبح مسئولة أمام المواطن الفلسطيني لتوفير لقمة العيش ولا في فتح المعابر أو ادخال المواد الاساسية، ولكن نحن سيطرتنا ما زالت قائمة دون حكم".

وأفاد شهود عيان لـ"المونيتور" أن قوات من الشرطة منعت مؤخراً أصحاب المقاهي المنتشرة على طول شاطئ البحر في قطاع غزة من تقديم الأرجيلة إلى النساء وفرضت رقابة ميدانية عليها دون وجود اي قانون يمنع ذلك.

وكان اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس حكومة غزة السابقة قال قبيل تسليم الحكومة (27أيار/مايو) " إننا وإن خرجنا من الحكومة فنحن لم نخرج من الحكم، ولم نغادر مسؤولياتنا الوطنية، ولم نغادر مشاركتنا الحقيقية في صنع المستقبل، فهذا وطن الجميع والجميع يشارك في بنائه".

مصدر قيادي آخر في حماس أوضح أنه في حال سارت حكومة الوحدة بشكل طبيعي وأعادت الوحدة إلى المؤسسات الوزارية بشكل سلس واستطاعت أن توفر الدعم المالي من اجل تغطية فاتورة رواتب الموظفين فإن سيطرة حماس على القطاع ستتراجع تلقائياً.

وقال لـ"المونيتور" دون ذكر اسمه "حماس لا تريد أن تبقى الحاكم الفعلي للقطاع، ولكن لا نريد أن يعود التنسيق الامني وتعود أجهزة أمن السلطة الفلسطينية إلى التغول في المجتمع وتمارس الاعتقالات ضد عناصرنا كما هو الحال في الضفة الغربية".

وأضاف "أعباء قطاع غزة الإدارية والمالية تقع اليوم على الرئيس ابو مازن وهو لا يزال متردد في تحمل مسئولياته تجاه القطاع، لذلك هو الآن وحكومته دون سيطرة فعلية على الأرض".

حماس وهي تسلم الحكومة في غزة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا زالت تريد أن تبقي سيطرتها على قطاع غزة وتجربة حزب الله في لبنان ماثلة أمامها، فهي لا ترغب في أن تكون المسيطر الفعلي والذي يملك سلطة اصدار القرارات ولكن من يملك القدرة على تعطيل اي قرار قد لا يكون في صالحها أو يتعارض مع سياستها وفلسفتها.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise AI-driven

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

Text Alerts - Be the first to get breaking news, exclusives, and PRO content.

All premium Industry Newsletters - Monitor the Middle East's most important industries. Prioritize your target industries for weekly review:

  • Capital Markets & Private Equity
  • Venture Capital & Startups
  • Green Energy
  • Supply Chain
  • Sustainable Development
  • Leading Edge Technology
  • Oil & Gas
  • Real Estate & Construction
  • Banking

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in

Start your PRO membership today.

Join the Middle East's top business and policy professionals to access exclusive PRO insights today.

Join Al-Monitor PRO Start with 1-week free trial