يرى الباحث في شؤون الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث مصطفى العاني، أن القاعدة وعلى الرغم من نجاحها في إعادة تنظيم صفوفها في العراق، تظلّ تفتقر إلى العمق الإستراتيجي في هذا البلد وإلى البيئة التي توفّر لها أسباب البقاء. لذلك، تسعى إلى تأسيس كيان هلامي في المناطق المنتشرة على جانبَي الحدود العراقيّة–السوريّة لكي تقاوم الضغط العسكري الذي قد يوجّه إليها من الجانب العراقي بإعادة الانتشار في الأراضي السوريّة، والعكس صحيح في حال وجود ضغط قوي من الجانب السوري. الأمر الذي يعني أن الدولة الإسلاميّة في العراق والشام (داعش) هي مشروع دولة يستفيد من فشل وهشاشة الدولة في العراق وسوريا.
تقوم إستراتيجيّة التنظيم على السيطرة التدريجيّة على مناطق الأطراف لا سيّما في محافظة الأنبار وشمال بابل وشمال ديالى وأجزاء من الموصل، والانطلاق من هناك نحو زعزعة سيطرة الحكومة المركزيّة على مراكز المدن ودفع قوات الجيش إلى تركيز جهودها على الدفاع عن تلك المراكز. بالنسبة إلى العاني، إن موجة الهجمات التي استهدفت بغداد كانت تهدف إلى إجبار القوات العراقيّة على التركيز على حماية العاصمة، من أجل تسهيل حركة التنظيم في المناطق الواقعة إلى الغرب باتجاه الحدود السوريّة. وفي الوقت نفسه، فإن استدراج الجيش العراقي إلى خوض معارك في الصحراء قد يؤدّي في المقابل إلى تعريض مراكز المدن إلى الانكشاف، ما يسهّل القيام بهجمات كبيرة فيها.