عندما دخلت قوى رئيسية مثل حزب الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى والمؤتمر الوطني بقيادة احمد الجلبي وحركة الوفاق الوطني بقيادة أياد علاوي والحزب الاسلامي الى العراق بعد 2003 ، كانت الفجوة بينها وبين الغالبية السكانية كبيرةً جداً. لم يكن معظم العراقيين على دراية ومعرفة بشخصيات المعارضة. كان ذلك طبيعيا بعد الهيمنة الطويلة لنظام صدام حسين الذي قمع كل أشكال المعارضة في الداخل.
احتاجت تلك القوى الى البحث عن "قاعدة دعم شعبية"، وفي الوقت الذي فشل احمد الجلبي او قادة الحزب الشيوعي او الحزب الاسلامي في خلق تلك القاعدة، كان حظ الاسلاميين أفضل. فقد نجح الاسلاميون الشيعة في استغلال التدين المتزايد في العراق وشعبية المرجعية الدينية التي وظفوها لصالحهم في أول انتخابات شهدتها البلاد. وعملت تلك القوى على التأكيد على الهويات الطائفية من أجل أن تطرح نفسها ممثلة لطوائفها، بحيث باتت شرعية النواب تقوم على تمثيل "الطائفة" أكثر من تمثيل "المواطنين". بعد ذلك استثمرت تلك القوى وجودها في السلطة وسيطرتها على المواقع الرئيسية لخلق شبكات من الاتباع والموالين. من الصعب مثلاً التفريق بين الرؤية السياسية والايديولوجية لحزبي الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى ، لكن من الأيسر التمييز بين شبكات الزبائنية Patronage التي يمتلكها كل منهما داخل الادارة الحكومية، والمؤسسة العسكرية ، والاعلام والمجتمع المدني.