تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

هل يتّعظ إقليم كردستان بتجربة الأنظمة الشموليّة في المنطقة؟

يشكّل الطابع الكردي للنظام السياسي في إقليم كردستان العراق تحدياً للمكوّنات غير الكرديّة التي تطالب بتوزيع السلطة والهويّة العامة في الإقليم بشكل عادل. وهذا يطرح سؤالاً عن مدى نجاح نموذج الدولة القوميّة في مناطق التنوّع الثقافي والعرقي كغالبيّة مناطق العراق.
Yezidi monk Baba Chawish poses in front of an entrance to the Lalish
temple some 50 km north from Iraqi city of Mosul, May 11, 2003. The
Yezidi religion, seen by its followers as the original Kurdish faith,
is believed to date back several thousand years and blends ideas from
sources as diverse as Zoroastrianism, Islam and Christianity.
REUTERS/Shamil Zhumatov REUTERS

SZH/AS - RTRNBPT
اقرأ في 

نجح إقليم كردستان العراق في تأسيس نظام دولة مستقرّة نسبياً في بيئة كانت وما زالت محاطة بالأخطار التي تتهدّد الأكراد. حدث هذا بعد عقود طويلة من الكفاح ضدّ أنظمة شموليّة وقمعيّة أرادت أن تلغي خصوصيّتهم الثقافيّة وتدمجهم ضمن هويّة أيديولوجيّة شوفينيّة. وقد شاركت الأكراد في كفاحهم، طوائف أخرى تعايشت معهم في المحافظات الشماليّة العراقيّة طوال مئات السنين. لكن ثمّة قلقاً متصاعداً لدى تلك الطوائف، حيال انتهاج الإقليم الكردي مسيرة الأنظمة السابقة نفسها المتّسمة بالشموليّة والشوفينيّة.

تنطلق إشكاليّة هذا الموضوع الأساسيّة من الفكرة النمطيّة لدى المكوّنات العراقيّة الكبرى التي تعتبر أنها تمتلك الأرض التي تقطنها وأن الآخرين الذين يشاركونها  فيها هم دخلاء مستوطنون يجب أن يرضخوا لهويّة الأغلبيّة. وهذا ما كانت تعتمده الحكومات العراقيّة المتتالية منذ تأسيس العراق الحديث ولغاية العام 2003، بأشكال ودرجات مختلفة من الشدّة والضعف. فقد رُسِمَت صورة العراق عربيّة العرق وسنيّة المذهب، ما أدّى إلى اضطهاد المكوّنات الأخرى في بلد يمثّل أكبر تنوّع ثقافي وديني في المنطقة بأكملها.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.