علّق مسؤول أمني لبناني كبير سابق على التطوّرات الأمنيّة المتسارعة في بيروت بالقول: إذا كنت تسكن في منزل يقع وسط غابة تشهد حريقاً هائلاً يتمدّد بقفزات عملاقة تحت وقع عاصفة شديدة الرياح، وإذا كان منزلك مشلّع الأبواب والنوافذ منذ ما قبل الحريق، وإذا كنت أنت ربّ المنزل في حال خصام مع زوجتك وأولادك بحيث تتضاربون كل يوم، فهل يمكن أن تتفاجأ ذات صباح إذا ما دخل سارق إلى منزلك وسرق بعضاً من موجوداته أو حطّم شيئاً مما تبقى من أثاثه؟؟
هي حال لبنان تماماً اليوم، يتابع المسؤول السابق. فهو، مثل ذاك المنزل. والغابة المحيطة، هي منطقة الشرق الأوسط الأقرب في فوضاها إلى منطق الأدغال. والحريق المندلع، هو سلسلة الحروب الداخليّة المتفجّرة في معظم بلدان الجوار منذ عامين ونيّف. وأبوابنا ونوافذنا المشلّعة، ليست غير أزمات نظامنا اللبناني في تركيبته الطوائفيّة والإقطاعيّة. أما أهله المتضاربون، فليسوا غير هذا الهيكل العظمي المتبقّي من الدولة في لبنان، حيث يكاد الفراغ يسيطر على كلّ شيء... فهل نسأل وسط هذا المشهد من يفجّر أو يطلق الصواريخ؟؟