قرّر حزب الله بعد استهداف الضاحية الجنوبيّة لبيروت (معقله الشعبي الأكبر) بمتفجّرتَين كبيرتَين في خلال أقلّ من شهرَين اثنَين، إغلاقها أمنياً. فأقام على كلّ مداخلها التي تربطها بالعاصمة بيروت، حواجز مزوّدة بأجهزة للكشف عن المتفجّرات بالإضافة إلى استخدام بكلاب مدرّبة للمهمّة نفسها. وبموجب هذه الإجراءات التي تشبه إعلان حزب الله حالة الاستنفار القصوى في وجه حرب المتفجّرات ضدّه، صار على كلّ سيارة تريد العبور إلى داخل الضاحية أن تصرف نحو ساعتَين من الوقت قبل تمكّنها من تجاوز حواجز التفتيش التي نصبها الحزب على كلّ مداخلها وعند كل ناصية شارع رئيسي في داخلها.
وتكشف مصادر مطّلعة أن خطّة إغلاق الضاحية الجنوبيّة موجودة في أدراج حزب الله منذ زمن بعيد. وكان قد تمّ التخطيط لها كإجراء استثنائي يبادَر إلى تطبيقه على أرض الواقع في لحظة الشعور بوجود قرار خارجي يقضي بشنّ حرب أمنيّة ضدّ مراكز الحزب وتستهدف ترويع مناطق قاعدته الشعبيّة لجعلها تشعر بأن كلفة تأييدها له باهظة الثمن وبأن سبيلها الوحيد للنجاة بمصالحها وأمنها يكمن في فكّ ارتباطها به.