تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ميدانياً وحسابياً، القصير السورية تؤجّل الإنتخابات اللبنانيّة

Supporters of Hezbollah and relatives of Saleh Ahmed Sabagh, a Hezbollah member, carry the coffin during his funeral in the port-city of Sidon, southern Lebanon May 22, 2013. Syria's leading opposition group called on Wednesday for rebels across the country to send reinforcements to the strategic border town Qusair, where heavy fighting has drawn in fighters from Lebanon's powerful Hezbollah movement. REUTERS/Ali Hashisho (LEBANON - Tags: POLITICS CIVIL UNREST OBITUARY) - RTXZWIM
اقرأ في 

قد تكون أولى نتائج معركة مدينة القصير في سوريا، تأجيل الإنتخابات النيابيّة في لبنان. ذلك أن دخول القوى العسكريّة المؤيّدة للرئيس السوري بشار الأسد إلى آخر معاقل المسلّحين المعارضين في ريف محافظة حمص، أدى عملياً على ما يبدو إلى اقتناع مختلف الأطراف اللبنانيّة باستحالة أو بضرورة إرجاء الاستحقاق النيابي اللبناني إلى أجل لم يتمّ التوافق على تحديده بعد. أما كيف انعكست تلك المعركة العسكريّة السوريّة على الأجندة السياسيّة اللبنانيّة، فذلك ما يمكن تفسيره بعاملَين اثنين: الأوّل ميداني على الأرض، والثاني سياسي على مستوى الحسابات الانتخابيّة.

ميدانياً، أدّى سقوط القصير إلى اندلاع جولة جديدة من العنف والاشتباكات المسلّحة في مدينة طرابلس اللبنانيّة، عاصمة الشمال اللبناني وثاني كبرى مدن بلاد الأرز بعد عاصمتها بيروت. علماً أن العلاقة سببيّة مباشرة بين الجبهتَين. فمعركة القصير، بمعزل عن هويّتها كصراع بين النظام السوري ومعارضيه، تعني في الانطباعات المذهبيّة اللبنانيّة انتصاراً لتحالف الأقليّات غير السنيّة على المسلّحين السنّة في المدينة. وكان متوقعاً أن تنطلق ردود الفعل الانتقاميّة الثأريّة تجاهها، في مكانَين محتملَين: في طرابلس أو في غرب العراق. الأولى بدأت فوراً. أما الثانية فما زالت موضع ترقّب وانتظار. لكن المهمّ لبنانياً أن جولة العنف الأخيرة في طرابلس، من جانب الأحياء السنيّة في المدينة ضدّ الحيّ العلوي المحاصر شرقها، جاءت الأعنف منذ خمسة أعوام من التوتّر الذي تعيشه طرابلس. فحصدت حتى كتابة هذه السطور نحو 11 قتيلاً وأكثر من 145 جريحاً. وهذه البؤرة الحربيّة المتفلّتة من أيّ ضبط أو قدرة حسم لأيّ من فريقَي الصراع، باتت تعني عملياً استحالة إجراء الإنتخابات النيابيّة في تلك المنطقة كما في المناطق السنيّة المجاورة، وصولاً إلى عكّار على الحدود الشماليّة للبنان مع سوريا. وهي منطقة تشمل قانونياً ثلاث دوائر انتخابيّة. علماً أن قانون الانتخابات النيابية اللبناني النافذ حالياً، والمفترض أن تُجرى الإنتخابات على أساسه، يفرض حصولها في يوم واحد وفي جميع الدوائر الانتخابيّة من دون استثناء. فضلاً عن أن موازين القوى الانتخابيّة المتقاربة إلى حدّ التساوي بين فريقَيّ الصراع في لبنان، لا تسمح لأي فريق باستئخار انتخابات مقعد نيابيّ واحد. فكيف بدوائر ثلاث تضمّ 18 مقعداً؟ وهو ما سيدفع جميع الأطراف إلى التسليم باستحالة حصول الانتخابات في موعدها القانوني المفترض قبل 20 حزيران/يونيو المقبل، خصوصاً في ظلّ تأكيد وزارة الداخليّة اللبنانيّة عجزها عن إجرائها في المناطق التي تشهد الإشتباكات المسلّحة الحاصلة.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.