تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نصرالله بعد بوغدانوف وقبل القصير ...

People applaud as Lebanon's Hezbollah leader Sayyed Hassan Nasrallah appears on a screen during a live broadcast to speak to his supporters at an event marking the 25th anniversary of the establishment of Al-Nour radio station, which is operated by the Hezbollah in Beirut, May 9, 2013. REUTERS/Sharif Karim (LEBANON - Tags: POLITICS MEDIA ANNIVERSARY) - RTXZGEQ
اقرأ في 

للمرة الثانية في غضون تسعة أيام أطل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب متلفز. علماً أن الإطلالتين تندرجان في سياق سياسي واحد. هو السياق الذي عرضه موقعنا في مقال سابق،  مشيراً إلى ثلاثة أسباب حددت توقيت الإطلالتين والخطابين. أولها تأكيد السند الديني والتبرير الإيديولوجي لموقف حزب الله مما يجري في سوريا.وهو ما فصله المقال السابق. أما السبب الثاني فمرتبط مباشرة بالتطورات السياسية في لبنان ومحيطه، بدءاً بزيارة نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف إلى بيروت بين 26 نيسان الماضي و28 منه. إذ ليس تفصيلاً أن يكون المسؤول الروسي قد وصل إلى العاصمة اللبنانية بعد زيارته طهران ودمشق. هكذا بدا واضحاً أن ثمة تنسيقاً روسياً إيرانياً سورياً وحزبللاهياً، تناول كل تطورات الإقليم وكل المواقف المتخذة حيالها من قبل أي من مكونات هذا المحور الجديد. لكن الأهم أنه في قلب هذا التنسيق تُرك لحزب الله على ما يبدو دور القيادة اللبنانية. وهو ما تأكد في بيروت عبر مؤشرين اثنين. الأول في الشكل، إذ حرص المسؤول الروسي على أن يختم أيام زيارته اللبنانية مساء الأحد 28 نيسان بلقاء مطول مع نصرالله. فيما المؤشر الثاني كان في المضمون، إذ أكدت أوساط دبلوماسية روسية لموقعنا في بيروت، أن المسؤولين الإيرانيين الذين التقاهم بوغدانوف في طهران، لم يتناولوا معه الشأن اللبناني، إلا من باب العموميات. وأنهم أبلغوه صراحة أن هذا الملف متروك لموقف حزب الله، وبالتالي للقائه المباشر مع السيد نصرالله. فيما كشفت أوساط مطلعة على نتائج زيارة بوغدانوف إلى العاصمة اللبنانية لموقعنا، أن الحديث تناول صراحة دور روسيا في حماية القوى القريبة منها في المنطقة، وضرورة مواجهة واشنطن وإعادة التوازن إلى النظام العالمي في شقه الشرق أوسطي على الأقل. وصولاً إلى فرض إعادة ترسيم لمناطق النفوذ الدولية في هذه المنطقة. وكان كلام واضح وصريح عن المصالح المتعددة والمتطابقة لموسكو كما لهذه القوى المحلية في إنجاز تلك الأهداف. وهي مصالح إيديولوجية كما اقتصادية وأمنية وجيو استراتيجية.

هكذا بدا وكأن موسكو في هجومها الشامل والمضاد على التحرك الغربي في الساحة السورية والساحات المرتبطة بها، سلمت بالدور القيادي والاستثنائي لحزب الله. وهو ما يعطي بعداً جديداً ومختلفاً لكلام نصرالله بعد الزيارة وبعد التطورات التي أعقبتها. علماً أن هذا التنسيق المباشر سيكون على موعد آخر في 14 ايار الجاري، في مراكش، حيث تنظم الإدارة الروسية عبر إحدى المؤسسات الدراسية المرتبطة بها، مؤتمراً بحثياً حول المنطقة، دعي إليه مشاركون من مكونات هذا المحور نفسه. علماً أن الأيام التي فصلت بين خطاب نصارلله الأول في 30 نيسان وخطابه الثاني في 9 ايار، كانت حافلة بتطورات أخرى على الساحة السورية، جاءت لتؤكد متانة التنسيق والتكامل بين أطراف هذا المحور. فبعد هجوم اسرائيلي صاروخي على أهداف سورية قرب دمشق قبل أيام، اتخذ المحور المشار إليه وضعية الاستنفار الشامل والتحرك المتكامل الأدوار: بوتين اتصل بنتنياهو، فيما وصل وزير الخارجية الإيرانية  إلى دمشق بعد عمان، بينما كان نصرالله يستعد لإلقاء خطابه، فيما بعض المسؤولين السوريين كما بعض القريبين من حزب الله يؤكدون لموقعنا أن خيار المواجهة الشاملة والرد على اسرائيل وصولاً إلى الحرب الإقليمية المفتوحة، صار مطروحاً جدياً على طاولة البحث والتحضير والتهيئة.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.