في الشكل سارعت القوى المناوئة لحزب السيد نصرالله إلى التنديد بأقواله. في العمق ساورها قلق دفع مستشار الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، الوزير السابق محمد شطح إلى السؤال عمن يمكن أن يمد يده إلى سائر اللبنانيين من الطائفة الشيعية للقاء على قواعد مشتركة بعدما بدا أن الأمور تتجه أكثر فأكثر إلى مزيد من التباعد بين اللبنانيين، بما يحول دون تشكيل حكومة جديدة وتجاوزاستحقاق الإنتخابات النيابية من غير أمل في إجرائها، وإن بعد تأجيل لستة أشهر .
الدكتور شطح نفسه كان توقع لـ"المونيتور" قبل أن يتكلم نصرالله أن يخفف الرجل من وقع تدخل "حزب الله" العسكري في سوريا وانخراطه في معركة نظام الرئيس بشار الأسد مع معارضيه هناك. خاب توقعه وازداد اقتناع مناهضو الحزب وإيران بأن الجمهورية الإسلامية التي تقدم نفسها على أنها حامية للأقليات المسلمة والمسيحية في المنطقة تثبت في هذه المرحلة قواعدها في العراق وسوريا ولبنان، في حين لا يضير الولايات المتحدة والغرب استنزاف إيران في سوريا ومعها "حزب الله" الشديد الإرتباط بها . ارتباط إلى درجة لا يمكن معها – وفق فريق المناهضين نفسه- إلا تسجيل حقيقة أن مواقف نصرالله، الشديدة الوضوح بعد مرحلة من الإلتباسات صدرت بعد لقائه في طهران ومرشد الثورة الإسلامية الإمام علي خامنئي، وحيث يعتقد بعض عتاة المنظرين لهذا الفريق أن الوضع في سوريا بات عنصراً ناخباً في الإنتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجري في حزيران المقبل. إذا انتصر الأسد يضيف المتشددون في النظام الإيراني عنصر قوة إلى موقعهم، وإذا لم ينتصر فيضع المعارضون خسارته في خانة مصلحتهم.