تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مُعبدو كنيسة المهد.. 11 عامًا وأجراس العودة لم تُقرع بعد

Kraizim piece.jpg
اقرأ في 

11 عامًا من المعاناة، مضت على المُبعد الفلسطيني فهمي كنعان الذي غُيّب قسرًا عن بلدته بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهو يتمنى العودة إلى مسقط رأسه بعد أن بُّح صوته وهو يطالب بذلك.


"أريد رؤية عائلتي والعيش في مدينتي التي ولدت فيها"، كلمات اعتاد كنعان مع باقي مبعدي كنيسة المهد ترديدها، علهم يجدون من يلبي نداءهم ويعمل على إنهاء ملفهم، ولكن لا يسمعون سوى صدى الصوت.

وأبعدت "إسرائيل" من الضفة الغربية 26 فلسطينينًا إلى قطاع غزة و13 إلى الدول الأوروبية كانت قد حاصرتهم في كنيسة المهد بتاريخ 10/5/2002، بعد أن تم إبرام صفقة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال ينص على إبعادهم لمدة عامين فقط، من أجل إنهاء حصار الكنيسة الذي دام 39 يومًا، إلا أنّ الإبعاد استمر حتى اللحظة بسبب تنصل "إسرائيل" من الاتفاق.

وكان ما يُقارب 250 فلسطينيًا قد اختبئوا في الكنيسة عام 2002 خلال اشتداد المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي وحصاره لأغلب مدن الضفة الغربية، وأبعدت "إسرائيل" 39 منهم آنذاك وصفتهم بأنّهم (إرهابيين)، وذلك وفق ما يقول كنعان.

وفي العاشر من الشهر القادم يكون قد مرّ على هؤلاء المبعدين 12 عامًا وهم مغيبون قسرًا عن مدنهم التي ولدوا وترعرعوا فيها، فيما تتفاقم معاناتهم وأوضاعهم النفسية والاجتماعية تزداد سوءً عاما بعد عام.

الكثير من هؤلاء فقدوا آباءهم أو أمهاتهم أو كليهما أو بعض أفراد عائلتهم خلال فترة إبعادهم، دون أن يسمح لهم بإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم، كما لم يُسمح لأحد منهم بالعودة إلى مدينته سوى المبعد إلى أوروبا عبد الله داوود الذي أجبر سلطات الاحتلال على السماح له بالعودة إلى مسقط رأسه في مخيم بلاطة بنابلس في مارس/ آذار 2010، ولكن بعد أن فارق الحياة ليعود محملا على الأكتاف في تابوت الموت.

ويقول كنعان وهو الناطق باسم المبعدين في غزة في حديث لـ"المونيتور" إنّ المبعدين المقيمين في غزة أو أوروبا ما يزالون قيد الإقامة الجبرية ويأملون بالعودة إلى مدنهم في الضفة الغربية أحياءً لا أموات، سيرًا على أقدامهم ليسوا محملين على الأكتاف كما عاد رفيقهم.

ويتساءل المبعد كنعان الذي جاءت زوجته وأولاده للقدوم للعيش معه في غزة "إلى متى سنبقى نفقد أقرباءنا دون أن نتمكن من رؤيتهم أو الاجتماع بهم"، مشيرًا إلى أنّ أكثر من 16 مبعدًا قد فقدوا الأم أو الأب، وأكثر من 15 آخرين فقدوا أقاربهم، كان آخرهم المُبعد إلى إسبانيا صامد خليل والذي توفيت والدته دون يراها منذ تاريخ إبعاده.

ويُعاني المّبعدون –وفق كنعان- من عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي في ظل عدم وجود أفق لحل مشكلتهم أو بارقة أمل لعودتهم إلى مدنهم، إضافة إلى منع أهلهم في الضفة الغربية من زيارتهم في غزة عبر معبر بيت حانون/ إيرز الذي يفصل غزة عن الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويوضح كنعان أنّ الطريق من مدينة بيت لحم مسقط رأس أغلب المبعدين تبعد فقط 45 دقيقة عن غزة، إلا أنّ "إسرائيل" لا تسمح لأهالي المبعدين بالانتقال سوى عبر الأردن ومن ثم مصر مرورًا إلى غزة، وهو ما يزيد التكاليف المادية عليهم أثناء الانتقال، كما أنّ تلك الرحلة معنونة بالعذاب لأنهم سيسافرون لمدة يومين حتى يصلوا لغزة.

يتابع المبعد الأربعيني "الإبعاد بالنسبة لنا جريمة حرب لأنه إبعاد جماعي وانتزاع للإنسان من أرضه، خاصة وأنّ اتفاقية جنيف الرابعة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينصان على عدم نقل المدنيين إلى خارج مناطق سكناهم".

وتوجه المبعدون خلال سنوات الإبعاد للعديد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية، والأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، إضافة إلى عدد من مؤسسات حقوق الإنسان الإسرائيلية بهدف حل قضيتهم إلا أنّ "إسرائيل" تتعنت في إنهاء ملفهم وتمنعهم من زيارة مدنهم التي أبعدوا منها.

ويؤكد كنعان أنّ من حق المبعدين أن يعودوا إلى أرضهم ويعيشوا مع أهلهم بعد 11 عامًا على الإبعاد فقدوا خلالها آباءهم وأمهاتهم، مطالبًا الجميع بالتحرك لتطبيق قواعد القانون الدولي التي تنتهكها "إسرائيل".

وكان مبعدو كنيسة المهد في قطاع غزة والدول الأوروبية نفذّوا العام الماضي إضرابًا عن الطعام لمدة ثلاثة أيام في ذكرى دخولهم العام الـ11 للإبعاد، بهدف الضغط على "إسرائيل" لإنهاء قضيتهم العالقة.

ويُشير كنعان إلى أنّ المبعدين يعتزمون اتخاذ خطوات احتجاجية مع حلول الذكرى الثانية عشر لإبعادهم في العاشر من مايو، نتيجة ما يعانونه من تجاهل لقضيتهم من قبل السلطة الفلسطينية والأحزاب والفصائل الوطنية.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.