تتوقع مصادر سياسية مطلعة في لبنان ألا يعرقل "حزب الله" عملية تأليف حكومة جديدة برئاسة الرئيس المكلف تمام سلام في الأيام المقبلة نظراً إلى مصلحة لهذا الحزب في الإنخراط في جبهتين حاميتين في آن واحد: واحدة حربية في سوريا وأخرى سياسية في لبنان. ِ
وتذكر المصادر - وهي شيعية – لموقع "المونيتور" أن هناك حالة بلبلة يمكن ملاحظتها بسهولة في بيئة "حزب الله" الشعبية، سواء في الجنوب أو الضاحية الجنوبية لبيروت أو البقاع، محورها هو الموقف من الأعمال الحربية الجارية في سوريا. إذ ترى الجماعات الشديدة التسييس والمؤيدة لقيادة الحزب أن عدم فعل أي شيء لمساعدة القيادة السورية التي كانت لها أيدٍ بيضاء على مسيرة "حزب الله" وصعوده الصاروخي على كل المستويات منذ ثمانينات القرن الماضي، هو موقف أقل ما يوصف به أنه قلة وفاء، خصوصاً أن سوريا تتعرض وفق وجهة نظر هؤلاء إلى حرب كبرى من دول إقليمية وأجنبية تدعم جماعات إرهابية للتخلص من الحكم المعاند في وجه إسرائيل والمتحالف مع جمهورية إيران الإسلامية، وبالتالي للتخلص من القيادة التي تدير سوريا وترسم سياساتها خدمة لإسرائيل وحلفائها في المنطقة والعالم. علماً أن أحكام "الجماعات الإرهابية" التي يتحدث عنها هؤلاء لا تميز، وفق تقديراتهم بين "المختلفين عنها" دينيا أو مذهبيا أو عقائدياً، سواء في سوريا أو في لبنان.