تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"لبنان: غرائب خطف ومخدرات و"نصرة

A Lebanese customs employee displays a packet of confiscated hashish stamped with a Lebanese cedar in Beirut May 27, 2009. Lebanese Internal Security forces and Lebanese Customs anti-drugs trafficking division seized a total of 85 kg (187 lbs) of hashish hidden in a refrigerated container that was supposed to be smuggled into the Netherlands. REUTERS/Mohamed Azakir   (LEBANON SOCIETY CRIME LAW) - RTXOFL7
اقرأ في 

يصعب تعداد الأزمات التي يعيشها لبنان في الوقت الراهن. أزمة سياسية عشية انتخاباته البرلمانية المتعثرة، وأزمة سياسية حكومية على خلفية الحرب السورية المجاورة، وأزمة اقتصادية في ظل مطالب عمالية وسلسلة إضرابات... غير أن الأزمة الأمنية تكشف عن غرائب وطرائف، خصوصاً في قضايا خطيرة مثل خطف الأشخاص وتجارة المخدرات وتمرد السجناء.

تجارة الخطف: في الحرب الأهلية اللبنانية كان الخطف والخطف المضاد من أسلحة حروب الجماعات اللبنانية المتقاتلة. بعدها منتصف الثمانينات أطل موسم خطف الأجانب الغربيين، لأسباب سياسية. لكن منذ نحو عامين، وفي شكل متزامن مع الأزمات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي ولدتها الأحداث السورية في لبنان، انطلقت ظاهرة جديدة، هي خطف الأشخاص الميسورين، للتفاوض من أجل إطلاق سراحهم مقابل فدية مالية. وقد تحولت تلك الظاهرة في الأسابيع الأخيرة موجة شاملة ومقلقة. يكفي للدلالة على ذلك قراءة تقرير أصدرته وزارة الداخلية اللبنانية نهاية شهر شباط الماضي، يشير إلى أن القوى الأمنية أوقفت حتى تاريخه 47 شخصاً مشتبهاً بهم للتورط في أعمال خطف. علماً أن أي مرجع رسمي لم يتمكن من إعطاء رقم دقيق حول عمليات الخطف. إذ يؤكد مسؤول أمني وجود حالات عدة تبقى طي الكتمان، ويفضل ضحاياها عدم إبلاغ السلطات بها، والتفاوض سراً مع الخاطفين. وما يشجع على ذلك عجز القوى الأمنية في معظم الحالات عن تحرير المخطوفين، وحتى عجزها بعد دفع الفدية عن توقيف الخاطفين. غير أن المعلومات الرسمية المنشورة، تشير إلى أكثر من 65 حادثة خطف بدافع الفدية في لبنان في غضون سنتين. وهو رقم أولي متحفظ. لكن المستغرب في الموضوع أنه في حالات كثيرة يقال أن الخاطفين يكونون معروفين. حتى أنه في أكثر من عشر حالات، كانت الصحف تنشر أسماء المسلحين الذين يقومون بالخطف، وأحياناً معاقل اختبائهم. علماً أن السيناريو المعتمد في كل تلك الحالات هو نفسه. يتصل الخاطفون بأهل الضحية، ويطلبون فدية مالية تكون بداية بمئات آلاف الدولارات. قبل ان ينتهي التفاوض إلى ارقام متدنية، تتراوح بين بضعة آلاف من الدولارات، وصولاً إلى حد أقصى بلغ 150 ألف دولار في ثلاث حالات على الأقل، إحداها عند اختطاف صناعي، وثانية في حالة اختطاف نجل أحد التجار، وثالثة عند اختطاف طفل من عائلة غنية في 20 شباطالماضي. والأكثر غرابة أن مسؤولين معروفين يتدخلون أحياناً للتفاوض مع الخاطفين. حتى أنه في إحدى الحالات ذكرت وسائل الإعلام أن الخاطف كان حاضراً عند الاحتفال بإطلاق سراح أحد المخطوفين، الذي "حرر" بعد وساطة مسؤول سياسي.حتى أن وزيراً سابقاً أكد عبر الإعلام مرة تورط عنصر أمني في حالة خطف انتهت إلى دفع فدية كبيرة.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.