دير الزور - بإنزال جويّ غالباً ما تنفّذ قوات سوريا الديمقراطية عمليّاتها الأمنيّة ضد تنظيم داعش مدعومة من قوّات التحالف الدوليّ، وبمداهمات واعتقالات شبه يوميّة تقبض على خلاياه والتي تنفّذ هي بدورها عمليّات اغتيال وتفجيرات ضدّ قوّات "قسد" والمدنيّين المتعاونين معها من أهالي الرقّة ودير الزور والحسكة.
وكشفت (قسد) في بيان نشرته على منصتها الالكترونية الخاصة في 21 /ايلول عن اعتقالها لثلاثة أشخاص قالت أنهم من خلايا داعش في منطقة أبو خشب في ريف دير الزور، وأكد البيان مسؤولية الخلية عن اغتيال الرئيس المشترك للمجلس التشريعي مروان الفتيح العام الماضي .
وفي 18 أيلول/سبتمبر، تعرّض مبنى جهاز الأمن الداخليّ المعروف بـ"الأسايش" في بلدة ذيبان - شرق دير الزور لانفجار من دون ورود معلومات عن خسائر بشريّة. كما حصل انفجار، الثلاثاء في 17 أيلول/سبتمبر، تسبّب بإصابة قياديّ في مجلس
"دير الزور العسكريّ" التابع لقوّات سوريا الديمقراطيّة و3 من مرافقيه إثر عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيّارته قرب حقل العمر النفطيّ - شرق مدينة دير الزور، نقلوا على أثرها إلى أحد مشافي مدينة القامشلي - شمال شرق سوريا.
وعن استهداف المجهولين للعسكريّين والمدنيّين في مدينة دير الزور، التقى "المونيتور"، في 17 أيلول/سبتمبر، مصدراً عسكريّاً في قوّات سوريا الديمقراطيّة، فضّل عدم الكشف عن هويّته، لدواع أمنيّة، وقال: "المجهولون هم من خلايا تنظيم داعش، الذين ينشطون بشكل كبير، لا سيّما في ريف دير الزور، وغالباً ما يتخفّون بين المدنيّين كأناس عاديّين. ولذا، يسهل انتقالهم في المناطق وزرعهم العبوات الناسفة في كلّ الأماكن، والتي غالباً يصنعونها بأنفسهم".
وكشف المصدر أنّ التنظيم يجنّد النساء بشكل كبير، وقال: "إنّ خلايا داعش بغالبيّتها باتت من النساء المتخفّيات تحت النقاب والثياب السوداء الفضفاضة، التي تسهّل عليهنّ نقل العبوات الناسفة وزرعها والتخفّي بين الناس من دون أن تثرن الشبهات حولهنّ".
ونقلت صحيفة "إندبندنت عربيّة"، الإثنين 16 أيلول/سبتمبر، عن زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي" أنّه دعا أنصاره عبر تسجيل صوتيّ نشرته حسابات جهاديّة على تطبيق تلغرام إلى الجهاد وتخليص مقاتليه وعوائلهم المحتجزين لدى قوّات سوريا الديمقراطيّة من السجون والمخيّمات.
وشدّد أبو بكر البغدادي على عناصره وأمرهم باستهداف رجال الأمن والمحقّقين والقضاة في السجون التي يقبع فيها مسلّحوه.
وكشف المركز الإعلاميّ لقوّات سوريا الديمقراطيّة أنّ وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوّات سوريا الديمقراطيّة قتلت فجر 10 أيلول/سبتمبر 3 مسؤولين بارزين في تنظيم "داعش"، أحدهم كان أمنيّاً بارزاً في التنظيم يكنى بـ"أبو حارث العراقيّ"، مع مرافقين معه الأول كان مسؤول الاغتيالات جنوب الموصل في العراق وأمنيّ الحدود السوريّة العراقيّة، و والآخر كان القائد الأمنيّ لولاية ديالى العراقيّة عام 2013.
وأكّد المركز الإعلاميّ أنّ الخليّة كانت متحصّنة داخل نفق شماليّ مدينة الشدادي- جنوب الحسكة.
وفي السياق ذاته، أكّد المصدر العسكريّ لـ"المونيتور" أنّ "المسؤولين الأمنيّين قاوموا لساعات عدّة بعد محاصرة النفق، ولم يستسلموا حتّى قتلوا داخل النفق، الذي كان محصّناً بشكل كبير".
وذكر المصدر أنّ القوّات الديمقراطيّة تمكّنت من اعتقال عدد كبير من القادة البارزين في تنظيم "داعش" بالرقّة ودير الزور، وذكر منهم: عبد الفّتاح جمعة العبس الذي كان مسؤولاً أمنّياً لدى داعش في دير الزور، والقياديّ السابق في التنظيم تركي مخلف الرفدان الملقّب بـ"أبو حرشة" وابنه ياسر الرفدان، وذلك في قرية الحريجي- شرق دير الزور. وكانت قسد قتلت في وقت سابق وزير النفط في التنظيم المدعو ثابت صبحي فهد خلال عمليّة نوعيّة نفّذتها، بالتنسيق مع التحالف الدوليّ، في قرية أبو حمام بريف دير الزور.
ونقلت صحيفة De Morgen البلجيكيّة نشرته الجمعة بتاريخ ـ30 آب/أغسطس كشفت فيه أنّ قوّات سوريا الديمقراطيّة اعتقلت جلاّد "داعش" في مدينة الرقّة ويدعى أنور هدوشي، وهو مواطن بلجيكيّ بالغ من العمر 35 عاماً، وكان من أبرز مسلّحي "داعش"، وهو متّهم بتنفيذ أكثر من 100 عمليّة إعدام في مدينة الرقّة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ السلطات البلجيكيّة أدرجت اسم أنور هدوشي في قائمة الإرهاب منذ عام 2016 وجمّدت أرصدته البنكيّة وزوجته.
وعبر خلاياه النائمة، طالب تنظيم "داعش" المتعاونين مع قوّات سوريا الديمقراطيّة من بلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقيّ بالتوبة، وتوعّد بمحاسبتهم بالأسماء، عبر مناشير علّقها على أبواب مساجد البلدة في 3 أيلول/سبتمر الفائت.
من جهته، ذكر الناشط الإعلاميّ من مدينة دير الزور فؤاد جاسم أنّ خلايا تنظيم "داعش" قتلت شقيقه قبل شهرين في بلدة شحيل بريف دير الزور، كاشفاً في مكالمة هاتفيّة عبر تطبيق "واتسآب" لـ"المونيتور" في 19 أيلول/سبتمبر، أنّ 6 ملثّمين من خلايا تنظيم "داعش" هدّدوا شقيقه لأنّه انضمّ إلى قوّات الأمن الداخليّ التابعة لقوّات سوريا الديمقراطيّة في دير الزور. وبعد أيّام عدّة، قتله مسلّحان مجهولان كانا يستقلاّن درّاجة ناريّة في طريق عودته إلى منزله.
وفي ظل تكثيف قسد حملاتها الأمنيّة ضد فلول التنظيم وقادته البارزين ممّن ينشطون سرّاً وعلناً وبشكل كبير شرق الفرات حذر القائد العسكري لـ ”قوات سوريا الديموقراطية” (مظلوم عبدي) من توسع انتشار داعش في سوريا لاسيما المناطق الحدودية والصحراوية والمناطق التي يسيطر عليها النظام السوري غرب نهر الفرات وأكد في تصريحات إعلامية تناقلتها مواقع الكترونية كردية ، على قدرة التنظيم المتشدد على شن عمليات شبيهة بحرب العصابات، وشدد على خطر عودته وسيطرته على المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا، وفي الوقت نفسه طالب واشنطن والتحالف الدولي بتقديم المزيد من الدعم العسكري والمالي لقواته في المنطقة، ومن جانب آخر دعا حكومات معتقلي داعش لدى قوات سورية الديمقراطية إما إعادتهم إلى بلدانهم التي جاؤوا منها أو انشاء محكمة دولية في شرق الفرات لمحاكمتهم، وإلا سيبقى وجودهم خطراً على المنطقة برمتها.