ريف حلب الشماليّ، سوريا – يسكن في منطقة عفرين في ريف حلب الشماليّ الغربيّ عشرات الآلاف من النازحين والمهجّرين من مختلف المناطق السوريّة، لكنّ مهجّري الغوطة الشرقيّة هم الأكثر عدداً من بين الآلاف الآتين من مناطق سوريّة أخرى، ويتميّز هؤلاء بعادات وتقاليد خاصّة جلبوها معهم إلى عفرين، وتشمل أنواع المأكولات، والزيّ الذي يلبسه النساء والرجال، والعلاقات الاجتماعيّة ذات الطابع الإسلاميّ، وغيرها من العادات والتقاليد المختلفة عن عادات السكّان الأصليّين في عفرين، وهم من الأكراد السوريّين. بلغ عدد المهجرين من منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق والذين وصلوا إلى مناطق سيطرة الجيش الحر في الشمال السوري 67.728 شخصاً بحسب إحصاءات منسقو الاستجابة شمال سوريا.
شكّلت العادات والتقاليد الخاصّة بمهجّري الغوطة حاجزاً بينهم وبين السكّان الأكراد في عفرين، و تسبّبت بالحرج لبعض العائلات في كثير من الأحيان، وجرت صدامات ثقافيّة بين الطرفين. فالسكّان الأكراد في عفرين أقلّ التزاماً بتعاليم الدين الإسلاميّ من حيث شكل اللباس والعلاقات الاجتماعيّة، والاختلاط بين النساء والرجال، وعلى سبيل المثال تلبس الشابّات الجينز وبإمكانهنّ الخروج من دون حجاب (غطاء رأس) ، بينما تلبس شابّات الغوطة اللباس الإسلاميّ، أي يلبسن عباءة سوداء عادة ويضعن الحجاب على شعرهنّ، ويغطّين كامل وجههنّ ويبقين فقط مكاناً مكشوفاً أمام العينين للرؤية، ولا يختلطن عادة بالرجال، ويفصل الرجال عن النساء في العمل أو المدرسة.