ريف حلب الشمالي، سوريا – زار مندوبين عن شركة الكهرباء التابعة لوزارة الطاقة في الحكومة التركية 19 آب/ أغسطس 2018 المجلس المحلي في مدينة الباب بمنطقة درع الفرات التي تخضع لسيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي الشرقي، وقام المندوبين بجولة استطلاعية في المدينة، وذلك من أجل إعداد دراسة، و وضع خطة من قبل الشركة لتزويد المدينة بالكهرباء بالاتفاق مع المجلس وتم خلال الزيارة مناقشة تفاصيل المشروع.
الجولة الاستطلاعية لمندوبي شركة الكهرباء التابعة لوزارة الطاقة التركية في مدينة الباب تستمر حتى نهاية شهر آب/ أغسطس، بهدف الاطلاع المباشر على وضع البنى التحتية لشبكة الكهرباء الموجودة في المدينة وتحديد مستلزمات إعادة ترميمها، ومن ثم البدء بتنفيذ المشروع في 1 أيلول/ سبتمبر 2018.
وكان المجلس المحلي في مدينة الباب قد تلقى في 1 آب/ أغسطس عرضين من شركتي كهرباء تركيتين لتزويد المدينة بالكهرباء، وفي 16 آب/ أغسطس قام المجلس المحلي بتنظيم ندوة باسم الكهرباء قريباً ودعا إليها الفعاليات الشعبية وأهالي مدينة الباب وذلك لشرح موضوع الكهرباء والعروض المقدمة للمجلس.
التقى " المونيتور " المهندس علي رجب، وهو مدير المكتب الخدمي في المجلس المحلي لمدينة الباب، قال : " أن العرض الأول قدمته شركة كهرباء تركية من القطاع الخاص، وهي شركة أكسا، وتبلغ تكلفة المشروع المقدم من الشركة 4.5 مليون دولار أميركي، وكانت مدة العقد المطروحة هي خمس سنوات، السعة 20 ميغا وات، وحتى 500 ميغا وات، ويتضمن العرض أن رسم الاشتراك الذي سيتم دفعه من قبل الراغبين بالحصول على الكهرباء 150 دولاراً، ومدة تنفيذ المشروع لا تتجاوز أربعة أشهر، وستتم عمليات الجباية شهرياً، وبسعر 17 سنت للكيلو واط الواحد من الكهرباء".
وأضاف رجب : " أما العرض الثاني قدمته شركة الكهرباء الحكومية التركية التابعة لوزارة الطاقة، ومن مميزاته أنه لن يتم دفع أي تكلفة، أي سوف تتكفل وزارة الطاقة بتكاليف المشروع، ولن يكون هناك رسم اشتراك للحصول على الكهرباء ، وستتم عملية الجباية شهرياً، وهي قيمة أقل من قيمة رسم الجباية المقدم في العرض الأول، أي قرابة 8 سنت للكيلو واط الواحد من الكهرباء، ومدة تنفيذ المشروع هي ثمانية أشهر".
وأضاف رجب : "خلال الندوة التي أقامها المجلس، وحضرها عدد من الفعاليات الشعبية والمخاتير والوجهاء في مدينة الباب، تم طرح العروض المقدمة من الجانب التركي لتزويد المدينة بالكهرباء، وخلال المناقشات تم التوصل إلى القبول بالعرض الثاني الخاص، أي العرض الذي قدمته الشركة الحكومية التابعة لوزارة الطاقة التركية، وهو عرض ممتاز، وتكلفته قليلة بالعرض الذي قدمته الشركة الخاصة، ونعتقد أنه أفضل لأن الحكومة التركية سوف تتولى دعم المشروع".
وأضاف رجب : "اتفق المجلس المحلي مع وزارة الطاقة التركية حول المشروع وتم توقيع العقد، والآن مندوبي شركة الكهرباء التركية يقومون بدراسة ميدانية للمشروع، و سوف يتم البدء بالتنفيذ اعتباراً من 1 أيلول/ سبتمبر، و مدة تنفيذ المشروع ثمانية أشهر، وقد تطول قليلاً لتصل إلى عام كامل "
يعتبر مشروع الكهرباء في مدينة الباب من أكبر مشاريع الكهرباء في منطقة درع الفرات بريف حلب والتي تدعمها تركيا، وذلك لأن المدينة هي أكبر مدن المنطقة التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، ويعيش فيها قرابة 200 ألف شخص، وفيها عدد كبير من النازحين والمهجرين من مختلف مناطق سوريا، ويتبع لمدينة الباب عدد كبير من القرى والبلدات التي سيتم تزويدها أيضاً بالكهرباء، وهناك عدد من المخيمات الموجودة قرب المدينة تأوي نازحين ومهجرين، كل هذه التجمعات السكانية حول الباب ستحصل على الكهرباء فور انتهاء المشروع.
التقى " المونيتور " فوزي السايح، وهو عضو المجلس المحلي لمدينة الباب، قال : هناك معوقات تجعل مدة تنفيذ المشروع طويلة، وأبرز هذه المعوقات تضرر شبكة الأسلاك الكهربائية في المدينة بسبب المعارك والقصف خلال السنوات الماضية، وتلف معظم المحولات الكهربائية، ما يعني بأن وزارة الطاقة التركية سوف تقوم بإعادة ترميم كبيرة للشبكة وتقوم بتركيب محولات جديدة الأمر الذي يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين".
ومن المتوقع أن يؤثر بشكل إيجابي توفير خدمة الكهرباء في مدينة الباب على مختلف قطاعات العمل في المدينة التي تعج بالأسواق، والورش الصناعية، بحيث تصبح تكلفة الإنتاج أقل مع توفر الخدمة، فالناس في مدينة الباب وكما باقي مدن وبلدات منطقة درع الفرات في ريف حلب التي تخضع لسيطرة الجيش الحر يعانون من غلاء أسعار الكهرباء التي تقدمها المولدات الخاصة وهي مولدات صغيرة تعمل على الديزل، ولا يمكن استخدام كهرباء المولدات بطبيعة الحال في التصنيع، مثل الحدادة، والنجارة، والخياطة، وغيرها من المهن الحرفية لأنها مكلفة وقدراتها منخفضة .
التقى "المونيتور" عبدالرحمن عثمان ( 44 عاماً) وهو من أهالي مدينة الباب، ولديه مصنع تصنيع ألبان وأجبان، يقول : "مشروع تزويد المدينة بالكهرباء سيوفر علي الجهد والمال الكثير، في حال حصلت على الخدمة سأتمكن من تشغيل الآلات، وأجهزة التبريد بكلفة أقل، أنا الآن أدفع مالاً كثيراً لشراء الديزل لتشغيل المولد الكهربائي لمدة طويلة، لأن مهنة تصنيع الأجبان الألبان تحتاج إلى طاقة كهربائية باستمرار".
عبدالرحمن يحصل على الكهرباء الآن من خلال المولد الكهربائي الخاص به، وهو يحتاج إلى 30 ليتر من الديزل كل 24 ساعة، أي في اليوم الواحد، ويبلغ سعر 30 ليتر ديزل هنا في منطقة درع الفرات قرابة 6000 ليرة سورية، أي ما يعادل 14 دولاراً أميركياً، بالطبع سعر الليتر الواحد من الديزل يساوي 200 ليرة سورية، أي ما يعادل نصف دولار تقريباً.
وكان المجلس المحلي في مدينة إعزاز بمنطقة درع الفرات بريف حلب الشمالي قد وقع عقداً مع شركة "أكينيرجي" التركية الخاصة لبناء محطة الكهرباء في المدينة قد بدأ في 24 آذار/ مارس الماضي، ويأتي الدعم التركي لقطاع الكهرباء في منطقة درع الفرات بريف حلب كجزء من الدعم المقدم لتنمية مختلف القطاعات الخدمية في المنطقة، كشبكات الطرق، والمجالس المحلية، وغيرها من الخدمات العامة في المنطقة التي تخضع لسيطرة الجيش الحر وتمتلك فيها تركيا مصالح ونفوذ واسعين.