تقع حوادث الاعتداء على الصحافيّين في كلّ دول العالم، ولكن ما يميّزها في العراق أنّ حمايات المسؤولين الحكوميّين والنوّاب هي التي تمارس العنف ضدّ الصحافيّين وتلحق بهم الأذى الماديّ أو المعنويّ، الأمر الذي يجعلها ظاهرة "عراقيّة" بامتياز. وإنّ أقرب الحوادث زمناً، اعتداء حماية رئيس الوزراء العراقيّ حيدر العبادي على صحافيّين وإعلاميّين أثناء زيارته لمدينة النجف (جنوب) في 7 كانون الثاني/يناير من عام 2018، الأمر الذي اضطرّ بمكتب حيدر العبادي إلى إعلان فتح تحقيق حول الحادث، فيما رحبت نقابة الصحافيّين العراقيّين بالقرار، وأشار نقيب الصحافيّين العراقيّين مؤيّد اللاّمي في حديث لـ"المونيتور" إلى أنّ "النقابة تتبنّى متابعة التحقيقات ونتائجها، وتلاحق المعتدين على الصحافيّين قانونيّاً، وتعتبر هذا الأمر من صميم واجباتها"، وقال: "هذه التجاوزات تقوّض فرص وصول المعلومة إلى الرأي العام، لأنّها ترهب الإعلاميّين".
وفي مسلسل السلوك العنفيّ لحرّاس المسؤولين ضدّ الصحافيّين، اعتداء حماية محافظ الموصل في تمّوز/يوليو من عام 2017 على فريق عمل قناة "الموصليّة الفضائيّة" ومصادرة معدّاته الصحافيّة، ودان المرصد العراقيّ للحريّات الصحافيّة ذلك. وعلى الشاكلة ذاتها، بيّن المرصد العراقيّ للحريّات الصحافيّة في 5 آب/أغسطس من عام 2017 أنّ عناصر من أمن الداخليّة اعتدت على صحافيّ بالضرب في وسط بغداد.