يبدو أنّ خلافًا مفاجئًا نشأ بين الولايات المتّحدة وإسرائيل بشأن مسألة تفسير اتّفاقيّة المصالحة بين فتح وحماس. استجابت إسرائيل بطريقة شبه تلقائيّة فأوقفت معظم اتّصالاتها مع حكومة السّلطة الفلسطينيّة، باستثناء القضايا الأمنيّة والإنسانيّة الطّارئة. لكنّ الولايات المتّحدة، من جهة أخرى، واصلت حوارها المستمرّ مع رام الله سواء أكان على مستوى البيت الأبيض أم على مستوى وزارة الخارجيّة. ويقود المبعوث الأميركي الخاصّ لعمليّة السّلام جيسون غرينبلات هذه الاتّصالات إلى جانب السّفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان وفريق القنصل العام الأميركي في القدس. ويبدو أنّ شعار الإدارة الأميركيّة هو "أعطوا فرصة لاتّفاق المصالحة".
وبحسب دبلوماسي أميركي رفيع المستوى، أبلغت الإدارة الرّئيس الفلسطيني محمود عباس أنّها لن تعترض على الاتّفاقيّة الفلسطينيّة الجديدة وأنّها تطالب بنزع سلاح حماس ولو لم يكن بين ليلة وضحاها. ولا يستبعد الدّبلوماسي الأميركي أن تقوم واشنطن، بعد أن تهدأ الأمور بين الحركتين الفلسطينيّتين المتنافستين، بوضع مبادئ توجيهيّة لمفاوضات السّلام بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين (بدون تضمين حماس فيها).