في 5 أيلول/سبتمبر 2017 الماضي، كشف الرئيس التونسيّ الباجي قائد السبسي، في مقابلة نشرتها جريدة الصحافة الحكوميّة التونسيّة، عن خيبة أمله من حلفائه الإسلاميّين في السلطة، وجاء ذلك بشكل مفاجئ دون حدوث أي خلافات معلنة. وحول تحالفه مع حركة النهضة، علّق بالقول: "قلنا على الأقلّ نساهم في جلبها إلى خانة المدنيّة، ولكن يبدو أننا أخطأنا في التقييم". الأمر الذي يشير إلى أنّ قائد السبسي، وبعد ثلاث سنوات من تحالف حزبه حركة نداء تونس مع حركة النهضة ذات التوجّه الإسلاميّ، لم يعد مقتنعاً بأنّها قد تحوّلت إلى حزب مدنيّ، كما كان في السابق.
من جانبها، لم تصدر حركة النهضة أيّ تعليق حول تصريحات الرئيس، بل أنّ رئيس مجلس شورى الحركة عبد الكريم الهارونيّ قال في تصريحات صحافيّة نقلها موقع الجريدة المحلّيّ، في 7 أيلول/سبتمبر: "إنّ حركتي النهضة ونداء تونس اختارتا التوافق، وستواصلان التوافق". الأمر الذي يدفع المراقبين والمتابعين للشأن المحلي، إلى القول إنّ تصريحات الرئيس، وعلى أهمّيّتها، لن تؤثّر كثيراً على مستقبل التحالف الحكوميّ بين حزبه وبين حركة النهضة.