بعد يوم عمل شاقّ، يفضّل أحمد هاشم (29 عاماً)، وهو رجل أعمال مصريّ يقطن في منطقة التجمّع في الأطراف الشرقيّة من العاصمة المصريّة القاهرة، تناول العشاء برفقة أصدقائه في مطعم "جريمة أكل"، في منطقة مدينة نصر في شرق القاهرة، ويبعد عن منزله 30 دقيقة بالسيّارة ليلاً.
صمّم المطعم الذي افتتح في مطلع العام الجاري بطريقة أشبه بالسجن، حيث اتّخذ من "الأحكام" اسماً لقائمة طعامه، ومن "كفالة"، وهو مبلغ ماليّ يدفع نظير الإفراج عن المتّهم في بعض الأحيان، وصفاً لـلحساب، ومن "الإفراج" اسم كتب على أعلى بابه من الداخل، يراها الخارج من المطعم.
كما زيّنت أحد جوانبه بالسلاسل والأصفاد الحديديّة، فيما كتبت على الجانب الآخر عبارات كوميديّة عن الحياة داخل السجن.
ويشير هاشم خلال حديثه إلى "المونيتور" إلى أنّه عرف المطعم خلال مروره في أحد الأيّام بسيّارته في شارع مكرم عبيد، أحد أكبر الشوارع في منطقة مدينة نصر، ولفت انتباهه اسم المطعم وتصميم شعاره، فترجّل هو وأحد أصدقائه إلى داخل المطعم، حيث أعجبا بالديكور الداخليّ وفكرة المطعم، وعند تناولهما الطعام، قرّرا تكرار التجربة مرّة أخرى.
ويضيف: "نمطيّة المطاعم الأخرى جعلتني أفضّل المطعم هنا. فالفكرة جديدة وأريد أيضاً تجربة شيء جديد، ومن هنا جاء حبّي للمكان.
أسّس المطعم من قبل 4 شباب في أسفل بناية تطلّ على شارع رئيسيّ، ويقدّم الطعام فيه على صينيّة حديديّة، تصطفّ على ثلاث طاولات خشبيّة، تجد في أسفلها دلواً حديديّاً كسلّة للمهملات.
يقول أحمد حماد، وهو أحد مؤسّسي المطعم: "قرّرنا أن نقوم بشيء جديد وملفت في الوقت ذاته أصدقائي وأنا، استمرّينا في البحث عن شيء جديد حتّى جاءنا اسم "جريمة أكل"، ومن ثمّ صمّمنا المطعم على هيئة سجن، على الرغم من أنّ أحداً منا لم يدخله مرّة، ولكن صمّمناه من واقع مشاهداتنا للأفلام، وما كتب عنه وما رأيناه من مقاطع فيديو على موقع "يوتيوب"".
وتعرف الوجبة بعدد الشطائر/السندويشات المقدّمة بها، فطلبك 6 شطائر/سندويشات يعني أنّك تريد وجبة المؤبّد، والمؤبّد هو عقوبة السجن 25 سنة، أمّا طلبك 9 شطائر/سندويشات، فيعني أنّك تريد وجبة الإعدام.
ويضيف حماد،: "الأكل لدنيا دسم، فعند تناوله ترتكب جريمة، وعند زيادة عدد الشطائر/السندويشات، ستجلس فترة بعدها للراحة، من هنا جاء اسم وجبتي المؤبّد والإعدام".
وتابع: "لم نعمل أنا وشركائي الثلاثة الآخرون من قبل في مجال المطاعم، فكلّ واحد منّا له مجال عمله الخاصّ، ولكنّنا قرّرنا افتتاح المشروع كدخل إضافيّ لنا. وقد استغرق تجهيز المحلّ شهرين تقريباً، ولا أريد التحدّث عن تكلفته أو إيجاره، والآن نحن سعداء بما وصلنا إليه، ومن ردود الأفعال، وما يتردّد عن أنّنا المطعم الأوّل في الشرق الأوسط الذي نفّذ تلك الفكرة".
ونفى في نهاية حديثه ما يتردّد عن اقتباسهم الفكرة: "لم نكن نعلم بوجودها، ولم نركز عمّا إذا كانت توجد بالفعل مطاعم بالطابع نفسه أم لا. إنّها مجرّد فكرة جاءتنا ونفّذناها، ولاقت إعجابنا نحن وزوّارنا، ولم تواجهنا في تنفيذها أيّ مشاكل في خصوص الأوراق أو التصاريح".