موسكو – ليس في الأمر مبالغة إذا قلنا إنّ الاجتماع الأوّل بين الرّئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين كان أكثر اللّقاءات السّياسيّة المنتظرة بترقّب لهذا العام. ونظرًا إلى التّركيز السّياسي الأميركي على روسيا في خلال الأشهر الثّمانية الماضية، وطبيعة العلاقة المتوتّرة بين موسكو وواشنطن، أمل بعض المراقبين في أن يشير الاجتماع إلى بداية جديدة، في حين شعر آخرون أنّه سيكون اختبارًا حاسمًا لتحديد ما إذا كانت الدّولتان ستكملان على درب المواجهة.
إنّ بعض المشكّكين بترامب في موسكو يثقون في قدرة "الدولة العميقة" الأميركيّة أكثر ممّا يثقون في قدرة الرّئيس على تغيير الموقف الأميركي تجاه الكرملين؛ وهم يتوقّعون استمرار المواجهة. وبعض نقاد بوتين في واشنطن لديهم اعتقاد كبير بتدخّله في الانتخابات الأميركيّة وبتواطؤ روسيا مع الإدارة؛ وهم يتوقّعون أن يجد ترامب نفسه خاضعًا لـ"القيصر الرّوسي" أو مغلوبًا على يده. لذا عندما بدأ التّداول بالتّقارير الأولى حول نتائج الاجتماع – الذي دام أكثر من ساعتين بدلاً من نصف السّاعة المحدّدة – شعر عدد كبير من الأشخاص في العاصمتين أنّ توقّعاتهم دقيقة. لكن الفرق الوحيد هو أنّ المشكّكين الرّوس في ترامب، ولإثبات وجهة نظرهم، عليهم الانتظار لرؤية ما إذا كانت الاتّفاقيّات بين بوتين وترامب ستتداعى نتيجة معارضة الحكومة الأميركيّة، في حين أنّ النقاد الأميركيّين لبوتين يعتقدون أنّ لديهم بالفعل سببًا كافيًا للقلق من التّقارب الكبير بين الولايات المتّحدة وروسيا.