ما ان تم الإعلان عن فوز إيمانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية الفرنسية في 7 أيار / مايو حتى تنفست الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الصعداء جراء إيقاف الناخبين الفرنسيين الموجة اليمينية المناهضة للعولمة وللاتحاد الأوروبي، وهي موجة كانت قد بدأت مع تصويت البريكسيت في المملكة المتحدة واستمرت مع انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فإذا بالسياسي الوسطي الفرنسي البالغ من العمر 39 عاما والعضو السابق في الحكومة الاشتراكية والمرشح الذي كان الأكثر تأييدا للاتحاد الأوروبي، يسير على أنغام النشيد الأوروبي للإدلاء بخطاب النصر في متحف اللوفر.
وللمرة الأولى منذ انتخاب فرانسوا هولاند عام 2012، تلقت فرنسا المديح من الدوائر الليبرالية في جميع أنحاء العالم ومن الحكومات الحريصة على استقرار الاتحاد الأوروبي. إلا أنه كان هناك استثناءان جديران بالملاحظة، إذ لم يكن ترامب بغاية السعادة إزاء فوز ماكرون، علما أنه قبل اسبوعين فقط من الانتخابات الفرنسية، كان قد غرد ان رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان في اليمين المتطرف هي المرشحة الأقوى في ما يتعلق بملفات الهجرة ومواضيع الحدود الفرنسية. أما في اسرائيل، فقد فضل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انتصار ماكرون على لوبان، علما أن حزبها له جذور معادية للسامية، ولكن وفقا لما ذكره مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية، فلدى القدس مخاوف إزاء انتصار رئيس فرنسي قوي يعتنق سياسة خارجية قد ترغب في إطلاق مبادرة فرنسية جديدة بشأن حل الدولتين.