مدينة غزّة، قطاع غزّة - كشف نائب رئيس المكتب السياسيّ لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق لـ"المونيتور" أنّ دولاً عدّة (رفض الكشف عنها) تواصلت مع حركته في خصوص الأسرى الإسرائيليّين لديها، مشدّداً على أنّ جواب حركته لتلك الدول كان بضرورة أن تحترم إسرائيل إتفاقيّة تبادل الأسرى الأخيرة 2011 (صفقة شاليط)، حتّى يتمّ البدء بالحديث مع أيّ وسيط لتناول قضيّة الأسرى الإسرائيليّين الجدد.
وفي ما يتعلّق بنتائج زيارة "حماس" الأخيرة لمصر في 23 كانون الثاني/يناير من عام 2017، أكّد موسى أبو مرزوق أنّه تمّ استعراض معظم الملفّات ذات العلاقة كالمصالحة والوضع السياسيّ في الإقليم والوضع الدوليّ، والسياسة الأميركيّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة، ومعبر رفح وتزويد مصر لقطاع غّزة بحاجاته المختلفة، ومن ضمنها الكهرباء، مشيراً ًإلى أنّ علاقة حركته بمصر جيّدة.
ولد أبو مرزوق في 9 شباط/فبراير من عام 1951 في مدينة رفح - جنوب قطاع غزّة، وهو يقيم حاليّاً في قطر، ومتزوّج وله 6 أبناء، ويحمل درجة الدكتوراه في الهندسة الصناعيّة من جامعة لويزيانا للتكنولوجيا الأميركيّة منذ عام 1992، وساهم أثناء تواجده بأميركا في إنشاء العديد من المؤسّسات والهيئات التي تنشط في العمل الإسلاميّ والقضيّة الفلسطينيّة ومن ضمنها المساهمة في إنشاء أول مركز إسلامي في مدينة فورت كولنز في ولاية كولورادو الأمريكية. كما شارك في تأسيس "حماس" خلال عام 1987، وشغل منصب أوّل رئيس للمكتب السياسيّ لحركة "حماس" في عام 1992 بالأردن، وأبعدته السلطات الأردنيّة في عام 1995، بعد إغلاق مكتب "حماس" في عمّان، لتعتقله بعد ذلك السلطات الأميركيّة بعد وصوله لها في أعقاب إبعاده من قبل السلطات الأردنية في 5 تمّوز/يوليو من عام 1995، واحتجز مدّة 22 شهراً من دون تهم، وأفرج عنه في عام 1997، لترحّله بعد ذلك السلطات الأميركيّة إلى الأردن، وتقوم الأخيرة بإبعاده مجدّداً في عام 1999، ليستقرّ في سوريا، ثمّ قطر. وفي ما يلي نصّ الحوار الذي أجراه "المونيتور" من غزة هاتفياً مع أبو مرزوق:
المونيتور: كيف تقيّمون علاقة "حماس" مع مصر؟ وما هي أهمّ القضايا التي تمّت مناقشتها خلال زيارة وفد الحركة لمصر في 23 كانون الثاني/يناير الماضي؟
أبو مرزوق: علاقتنا مع مصر جيّدة. لقد تجاوزنا معظم ما يعكّر العلاقة أو يعيق التواصل البنّاء بيننا، وانعكس هذا الأمر على الخطابين السياسيّ والإعلاميّ المصريين، وكذلك على السياسات المطبّقة على الأرض وهي في تحسّن مستمرّ. تمّ استعراض معظم الملفّات ذات العلاقة كالمصالحة والوضع السياسيّ في الإقليم والوضع الدوليّ والسياسة الأميركيّة تجاه القضيّة ومعبر رفح وتزويد قطاع غزّة بحاجاته، ومن ضمنها الكهرباء.
المونيتور: "بوّابة الأهرام" المصريّة نقلت عنكم في 26 كانون الثاني/يناير الماضي، قولكم إنّه تمّ تشكيل لجنة أمنيّة مشتركة بين مصر و"حماس" لتسليم بعض المطلوبين في غزّة، فهل هذا صحيح؟ وهل هذا يعني قبولكم بالتعاون الأمنيّ مع مصر ضدّ "داعش" في سيناء؟
أبو مرزوق: هنا، أكتفي بإعادة ما ذكرته لـ"بوّابة الأهرام"، وهو أنّه ليس من مصلحتنا الإضرار بالأمن المصريّ، فنحن متضرّرون ممّا يجري في سيناء أكثر من مصر، وتسلّمنا كشوفاً من الجهات الأمنيّة في مصر لمطلوبين في قطاع غزّة وعددهم قليل، وتسليمهم غير وارد. كما سيلتقي المسؤولون الأمنيّون في قطاع غزّة مع نظرائهم المصريّين لتوضيح كلّ حال على حدة. وفي المناسبة، نحن لا نتدخّل في شؤون مصر الداخليّة بأيّ حال من الأحوال. كما أنّ القطاع لن يكون مأوى أو ممرّاً أو قاعدة لأيّ أذى لمصر، وإنّ بندقيّتنا ليست لها إلا ّوجهة واحدة نحو الإحتلال، ولا مصلحة لنا في تغيير هذه السياسة.
المونيتور: هل هناك أطراف دوليّة تواصلت معكم في خصوص رفات الجنود والأسرى الإسرائيليّين لديكم والذين أسروا خلال الحرب على غزة 2014؟ وما هي شروطكم للبدء بمفاوضات للتوصّل إلى صفقة تبادل للأسرى؟
أبو مرزوق: نعم، هناك دول عدّة تواصلت معنا في هذا الخصوص، وجوابنا واضح للجميع على (إسرائيل) احترام إتفاقيّة التبادل الأخيرة في "صفقة شاليط" حتّى نبدأ بالحديث مع أيّ وسيط لتناول الموضوع الجديد، إذ لا معنى لعقد إتفاقيّات جديدة في ظلّ عدم احترام ما تمّ إبرامه سابقاً.
المونيتور: هل تتوقّعون تطبيق ما اتّفقتم عليه مع الفصائل الفلسطينيّة من تشكيل حكومة وحدة وطنيّة خلال إجتماعات بيروت وموسكو في كانون الثاني/يناير الماضي؟
أبو مرزوق: نرجو ذلك، نحن ندعم تشكيل حكومة وحدة وطنيّة، وهي ضروريّة لإجراء الإنتخابات كافة (المجلس الوطني والرئاسة والمجلس التشريعي والمحلية)، حكومة واحدة تشرف على الضفّة والقطاع، وكذلك قضاء واحد وقانون واحد ومؤسّسات واحدة. وكما نعلم أنّ الإنتخابات هي قاعدة الإنطلاق لإصلاح وحيويّة المجلس الوطنيّ في تشكيله الجديد، والذي يجب أن يشمل كلّ مكوّنات شعبنا الفلسطينيّ.
المونيتور: ما هو موقفكم من إعلان وزير الحكم المحليّ حسين الأعرج موعد إجراء الإنتخابات المحليّة في أيّار/مايو المقبل من دون التشاور مع كلّ الفصائل؟
أبو مرزوق: لا يحقّ له ذلك، ولن يكتب لما ذهب إليه النجاح. لقد سبق وأجرت الحكومة الإنتخابات ولم تستكملها، فلماذا الإصرار على التجارب الفاشلة؟ ولا بدّ أن يرتّب الداخل الفلسطينيّ بمشاركة الجميع وبالتشاور مع الجميع، فالوحدة الوطنيّة وإنهاء الانقسام أوّلاً، ثمّ استكمال بقيّة الأمور.
المونيتور: ما هي نظرة "حماس" للإدارة الأميركيّة الجديدة برئاسة دونالد ترامب؟
أبو مرزوق: الإدارة الأميركيّة بدأت مهامها في 20 كانون الثاني/يناير الجاري، ولم تخط سياساتها بعد في الموضوع الفلسطينيّ، ولا نستطيع أن نحكم على سياساتها من خلال حملاتها الإنتخابيّة، ولعلّ التريّث في الحديث عن نقل السفارة الأميركيّة من تلّ أبيب إلى القدس هو مؤشّر بارز على ذلك، لكنّ التعيينات في إدارة ترامب الجديدة تنذر بعدد من المشاكل وتعقيدات المشهد والميل الكبير نحو الكيان الصهيونيّ (إسرائيل)، ممّا يفقدها قدرتها على العمل كوسيط.
المونيتور: متى ستعقد "حماس" إنتخاباتها الداخليّة؟ وماذا سيشغل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي من منصب في الحركة بعد الإنتخابات التي شهدتها حماس في الأيام الماضية؟
أبو مرزوق: "حماس" تعقد إنتخاباتها الداخليّة كلّ 4 سنوات، ولم تتخلّف منذ النشأة، وتأخذ تلك الإنتخابات بعض الوقت، وهي نتيجة طبيعيّة نظراً لوجودنا في أكثر من جغرافيا وصعوبة التواصل بين هذه الأجزاء. وبالنّسبة إلى مشعل، فإن غاب الموقع فلن يغيب الدور، فهو موجود في جسم الحركة ومجالسها القياديّة، وإسهاماته لن تغيب، وجهده لن يفقد.
المونيتور: كيف تقيّمون علاقتكم مع إيران؟ وهل من زيارة مرتقبة لإسماعيل هنيّة أو مشعل لطهران؟
أبو مرزوق: ليس هناك من ترتيبات للزيارة، لكنّ العلاقة جيّدة وفي تطوّر مستمرّ.