لن يكون التقارب بين روسيا وتركيا سهلاً على ما يبدو ولكن قد يتطوّر بسرعة أكثر من المتوقع. بغضّ النظر عن الاختلافات الشعبية والشخصية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، كلّ منهما تبنّى المقولة الشهيرة لرئيس الوزراء البريطاني السابق لورد بالمرستون بأنّ "ليس للدول أصدقاء أو حلفاء دائمين، وإنما لديها مصالح دائمة".
وبالفعل، على الرغم من هوّة زمنية تفوق 150 عاماً بين حكم بالمرستون وأيامنا هذه، لعلّ بوتين وإردوغان فهما جيّداً رجل القانون البريطاني المعروف الذي اتّبع سياسة خارجية لا تزال توصف بالـ "القاطعة والرجولية" على الموقع الرسمي للمملكة المتحدة حتى الآن. على الأرجح أنّ إردوغان وبوتين يأملان أن يتذكّرهما شعباهما بمصطلحات مشابهة في المستقبل. ولكنّ اعتذار إردوغان وقبول بوتين التلقائي به يدلّان على أنّ كلّاً من الرجلين طوّع "رجوليته" للأمور العملية وأنّ المصالح الدائمة تمنع العداوة الدائمة بين روسيا وتركيا.