يبدو أن الجيش التركي يعتمد مقاربة النأي بالنفس عن الأجواء السياسية المسمومة في البلاد، رافضاً أن يحشر نفسه بين أتباع الرئيس المتحمسين وأعدائه اللدودين.
في الأعوام الأخيرة، تكوَّن اعتقادٌ لدى الأتراك بأن كلمة "انقلاب" أُسقِطت من قاموس العلاقات المدنية-العسكرية، وأن وسائل الإعلام الإخبارية تخلّت عن استخدام القوات المسلحة التركية أداةً للتأثير في الرأي العام. إلا أن درجة الاحتقان التي بلغها المشهد السياسي الراهن واضحة جداً في التكهّنات الأخيرة والتعليقات الإعلامية بأن الجيش قد يتدخّل من جديد في السياسة. كما أن الجهود التي يبذلها "حزب العدالة والتنمية" الحاكم والمعارضة من أجل استغلال هذا الوضع ستؤدّي إلى تقويض الثقة بالسياسة المدنية.