تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ازدياد أعداد المدارس الخاصّة في قطاع غزّة

تزداد اعداد المدارس الخاصة في قطاع غزة، اذ وصل عددها الى 53 مدرسة حتى العام الجاري، فيما يرتفع الاقبال عليها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة لسكان القطاع.
gazaschool.jpg

مدينة غزّة، قطاع غزّة - بدأ ضياء خليل، من مدينة غزّة، منذ عامين، بإرسال ابنه الطالب في الصف الثاني إبتدائيّ إلى مدرسة عباد الرحمن الخاصّة في مدينة غزة، إذ يرى أنّ التّعليم الخاص في القطاع هو الأفضل، في ظلّ تكدّس التلاميذ في الفصول المدرسيّة داخل المدارس التابعة للحكومة ووكالة غوث وتشغيل اللاّجئين "الأونروا".

وأشار خليل، الّذي يعمل صحافيّاً في غزة لـ"المونيتور"، إلى أنّه يدفع 1200 دولار كرسوم سنويّة لدراسة ابنه، مبدياً ارتياحه رغم ارتفاع الرسوم مقارنة بمصاريف الدراسة في المدارس الحكوميّة التي يُدفع فيها مبالغ رمزية، وكذلك مدارس الأونروا التي يكون فيها الدراسة مجانا، وقال: "أعتقد أنّ ما أدفعه يذهب إلى مكانه الصحيح، فالأهمّ ممّا أدفعه هو راحة طفلي وحبّه للمدرسة ورغبته بالاستمرار فيها ورفضه الإنتقال إلى مدرسة أخرى. لقد أدخلته إلى مدرسة خاصّة لأنّني أعتقد أنّ التعليم في الأونروا غير مجدٍ في هذا الوقت، خصوصاً مع تكدّس الطلاّب في الفصول، فأردت أن يكون في مدرسة مميّزة وعدد قليل من الطلاّب في الفصل، إذ يصل عددهم الى 14 طالب وطالبة فقط، بينما في المدارس الحكومية والاونروا فيصل إلى خمسين، إضافة إلى وجود اهتمام بالغ من المدرّسين والإدارة به وبمستواه".

ورأى أنّ هناك إقبالاً جيّداً على المدارس الخاصّة في قطاع غزّة، نظراً لجودة التعليم فيها واهتمام إداراتها بكلّ تفاصيل دراسة التلاميذ من حيث الأنشطة اللامنهجية والدروس.

وتعتبر مدرسة "النصر الإسلاميّة النموذجيّة" الخاصّة أولى المدارس الخاصّة، الّتي أنشئت في قطاع غزّة، إذ يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1962 تحت الإدارة المصريّة، في ظلّ الحكم المصريّ لقطاع غزّة، والّذي انتهى باحتلال إسرائيل للقطاع في عام 1967.

وفي هذا السياق، قال مدير ورئيس مجلس أمناء المدرسة محمّد العلمي لـ"المونيتور": "أغلقت المدرسة منذ احتلال إسرائيل للقطاع، وأعيد افتتاحها في عام 1976 على يدّ جدّي راغب العلمي، الّذي كان يتولّى إدارة الوقف الإسلاميّ في غزّة، وهو المتبرّع بمشاريع خيريّة عدّة، من بينها هذه المدرسة وأحد المستشفيات. وأشار إلى أنّ المدرسة الّتي تبدأ فيها الدراسة من مرحلة رياض الأطفال حتّى الثانوية العامّة هي خيريّة، وقال: "بمعنى أنّها إذا خسرت، فإنّ مجلس أمنائها يتولّى إدارة شؤونها ويقرّر إما الاستمرار في العمل وإمّا الإغلاق. أمّا الربح فيعود إلى مؤسّسة الوقف الّتي تعمل تحت إطارها المدرسة، والّتي تنمّي مشاريعها وتطوّرها".

وانتسب إلى المدرسة حتّى العام الدراسي الجاري 1480 طالباً، أيّ ازداد العدد عن سابقه نحو ستين طالباً. وفق قول العلمي.

واعتبر محمّد العلمي أنّ التعليم الخاص في قطاع غزّة يمتاز بجودته ونوعيّته مقارنة بالمدارس العامّة، وقال: "يرى بعض الأهالي الّذين يقومون بنقل أبنائهم من مدارس الحكومة ووكالة الأونروا أنّ مستوى أبنائهم التعليميّ سيكون أفضل في المدارس الخاصّة، فمثلاً نحن ندرّس اللّغتين الإنكليزيّة والفرنسيّة، إضافة إلى اللّغة الأمّ العربيّة، ناهيك عن الأنشطة التدريبيّة اللامنهجيّة الميدانيّة".

وأشار إلى أنّ مدرسته المقامة على 18 دونماً تغطّي نفقاتها من خلال ما تجنيه من رسوم خلال العام من الطلاّب، لافتاً إلى أنّ رسوم الدراسة تتراوح بين 330 دولاراً و590 دولاراً سنويّاً، وقال: "لأنّنا مؤسّسة خيريّة نتّبع سياسة عدم زيادة الرسوم، فتكون معقولة ويتحمّلها أيّ مواطن. إنّ العام لدينا ينقسم إلى 3 فصول، وكلّ فصل 3 أشهر، فرسوم الفصل الواحد لمرحلة رياض الأطفال هي 425 شيقلاً (حوالى 110 دولارات) والمرحلة الإبتدائيّة 660 شيقلاً (حوالى 173 دولاراً)، والمرحلة الإعداديّة 700 شيقل (حوالى 180 دولاراً)، والمرحلة الثانويّة 760 شيقلاً (حوالى 197 دولاراً)".

وتحدّث عن إمكانيّة ازدياد المدارس الخاصّة وتطوّرها في قطاع غزّة، إذ أنّه حتّى عام 1976 كانت هناك مدرستان خاصّتان فقط في القطاع، هما مدرسة النصر الإسلامية التي استمرت، والثانية كلية غزة للتعليم الإعدادي والثانوي لكنها أقفلت أبوابها، فيما ارتفعت اليوم الأعداد، وقال: "فالنمو في أعدادها هو سريع ودليل على أنّ المواطنين في غزّة يتّجهون إلى التعليم الخاص".

ومن جهته، أشار مدير دائرة التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم بغزّة حسين العيلة لـ"المونيتور" إلى أنّ عدد المدارس الخاصّة في قطاع غزّة وصل حتّى الآن إلى 53 مدرسة، فيما أنّ مدرسة جديدة سيتمّ افتتاحها خلال العام الدراسي المقبل، وقال: "حصلت الزيادة الهائلة في أعداد المدارس منذ مجيء السلطة الفلسطينيّة إلى قطاع غزّة في عام 1994، ففي منطقة وسط قطاع غزّة توجد 6 مدارس، وفي خانيونس 5 مدارس، وفي شرق خانيونس 4، وفي رفح 3، وفي شرق غزّة 8، وفي شمال غزّة 7. أمّا العدد الأكبر فموجود في منطقة غرب مدينة غزّة، الّتي تعتبر مركز المدينة وتوجد فيها كثافة سكانيّة عالية، حيث يصل عدد المدارس الخاصّة فيها إلى 20 مدرسة".

ولفت إلى أنّ متوسّط الرسوم السنويّة للطلاّب الّذين تصل أعدادهم في المدارس الخاصّة بقطاع غزّة إلى ثمانية عشر ألف ومائتي طالب، يتفاوت بين مدرسة وأخرى، إذ يتراوح بين 2000 شيقل (حوالى 530 دولاراً) و2500 شيقل (حوالى 650 دولاراً)، بينما توجد مدارس ذات نظام دوليّ كالمدرسة الأميركيّة الّتي تتجاوز رسومها الـ2000 دولار في العام الدراسي الواحد، وترى شريحة من سكّان قطاع غزّة أنّها ملائمة لدراسة أبنائها.

ورغم الظروف الإقتصاديّة الصعبة لسكّان قطاع غزّة، إلاّ أنّ ذلك لم يمنع من تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصّة ذات التكاليف المرتفعة مقارنة بمداخيلهم الشهريّة، دلالة على اهتمامهم بجودة التعليم.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise AI-driven

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

All premium Industry Newsletters - Monitor the Middle East's most important industries. Prioritize your target industries for weekly review:

  • Capital Markets & Private Equity
  • Venture Capital & Startups
  • Green Energy
  • Supply Chain
  • Sustainable Development
  • Leading Edge Technology
  • Oil & Gas
  • Real Estate & Construction
  • Banking

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in

Palestine Briefing Palestine Briefing

Palestine Briefing

Top Palestine stories in your inbox each week

Trend Reports

Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman (4th R) attends a meeting with Chinese President Xi Jinping (3rd L) at the Great Hall of the People in Beijing on February 22, 2019. (Photo by HOW HWEE YOUNG / POOL / AFP) (Photo credit should read HOW HWEE YOUNG/AFP via Getty Images)
Premium

From roads to routers: The future of China-Middle East connectivity

A general view shows the solar plant in Uyayna, north of Riyadh, on March 29, 2018. - On March 27, Saudi announced a deal with Japan's SoftBank to build the world's biggest solar plant. (Photo by FAYEZ NURELDINE / AFP) (Photo credit should read FAYEZ NURELDINE/AFP via Getty Images)
Premium

Regulations on Middle East renewable energy industry starting to take shape

Start your PRO membership today.

Join the Middle East's top business and policy professionals to access exclusive PRO insights today.

Join Al-Monitor PRO Start with 1-week free trial