مدينة غزّة، قطاع غزّة - إذا قرّرت أن تكون سياسيّاً تعمل في فلسطين، وخصوصاً في قطاع غزّة، فلن تترشّح إلى إنتخابات البرلمان. وبطبيعة الحال، لن تترشّح إلى إنتخابات الرئاسة، فالإنتخابات توقّفت عجلتها منذ أكثر من عشر سنوات، والسياسيّ هنا جلّ عمله يتركّز على تقديم المبادارات والإقتراحات لحلّ الأزمات السياسيّة والمعيشيّة. إنّ العمل السياسيّ تحوّل بشكل أو بآخر إلى عمل مرتبط بظروف الحياة اليوميّة كإطلاق مبادرات لحلّ أزمات الكهرباء ومعبر رفح ورواتب الموظّفين، وأخرى لدفع عمليّة المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس". لقد قام "المونيتور" بإحصاء عدد المبادرات الّتي أطلقتها الأحزاب السياسيّة في القطاع منذ كانون الأوّل/ديسمبر من عام 2013، فهناك حوالى 14 مبادرة تقدّمت بها أحزاب فلسطينيّة وشخصيّات سياسيّة، منها: 4 قدّمتها الجبهة الشعبيّة، واثنتان حركة الجهاد الإسلاميّ وواحدة حزب الشعب، واثنتان مجموع الفصائل الفلسطينيّة ما عدا حركتي "حماس" و"فتح"، وواحدة قدّمها مستقلّون، وثلاث مبادرات أخرى قدّمتها شخصيّات فلسطينيّة.
وفي هذا السّياق، قال القياديّ في "حماس" الدكتور أحمد يوسف لـ"المونيتور": "تكثر المبادرات على مستوى الفصائل، حين تغيب الرؤية الوطنيّة الواحدة والإجماع في المشهد السياسيّ. لذلك، كلّ فصيل يحاول الإدعاء بأنّ لديه طوق الخلاص. وفي النّهاية، كلّها مبادرات لإثبات وجود سياسيّ".