تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

النازحون إلى لبنان ومنه: "تشرنوبيل ديمغرافيّة"!

خبر غرق عائلة لبنانية مؤلفة من 12 فرداً، وهي تحاول التسلل من تركيا إلى أوروبا في 14 تشرين الأول 2015، أعاد فتح ملف الهجرة غير الشرعية إلى لبنان ومنه. ظاهرة تزداد تفاقماً كل يوم، في ظل وجود نحو مليون نازح سوري على الأراضي اللبنانية، وفي ظل أوضاع معيشية صعبة جداً في لبنان. أزمة يتحدث عنها لموقعنا المسؤول الحكومي عن الملف، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس.
Relatives of the Safwan family, that drowned on a boat carrying them from Turkey to Greece, mourn on their coffins during their funeral in Beirut's southern suburb of Ouzai, Lebanon October 22, 2015. Seven members of a Lebanese family who died trying to reach Greece by boat were buried on Thursday in Beirut and survivors described watching their loved ones perish before their eyes. Members of the Safwan family said the dead, who included a pregnant woman and two children, had left poor living conditions in
اقرأ في 

لم تكن أزمة النازحين السوريّين في لبنان في حاجة إلى كارثة غرق البعض منهم على عبّارة تركيّة قبل أيّام، لتعود إلى واجهة القضايا الضاغطة على البلاد، غير أنّ وفاة عدد من المواطنين اللبنانيّين مع هؤلاء، فيما هم يحاولون الهجرة بشكل غير شرعيّ من تركيا صوب أوروبا، أعاد التذكير بالمأزق الكبير الّذي يعيشه لبنان في مواجهة قضيّة النازحين، فهي صارت مصدر مأساة للسوريّين، كما للبنانيّين أنفسهم، وباتت أولويّة إنسانيّة ملحّة، لكنّها باقية من دون حلول ولا معالجات جديّة.

إنّ عودة تلك القضيّة إلى صدارة الأخبار بدأت في 14 تشرين الأوّل/أكتوبر الجاري، يوم ذاع في بيروت خبر مفاده أنّ عائلة لبنانيّة مؤلّفة من 12 شخصاً، غرقت على عبّارة كانت تحاول تهريب مهاجرين غير شرعيّين من تركيا إلى اليونان، وأنّ تسعة منهم على ما يبدو لقوا حتفهم. مأساة أعادت فتح كلّ قضيّة النزوح إلى لبنان بشقّيها السوريّ واللبنانيّ، فالعائلة المنكوبة لبنانيّة، لكنّها كانت تسكن في قرية صغيرة اسمها قرقران متاخمة للحدود السوريّة، عند الزاوية الشماليّة الشرقيّة من لبنان، قرية تعرّضت للتّهجير منذ نحو ثلاثة أعوام، بفعل الحرب السوريّة وتداخل الجغرافيا ووجود الإرهابيّين وانعدام الاستقرار وسبل العيش، فنزح أفراد العائلة إلى ضاحية بيروت الجنوبيّة، في شكل متزامن مع موجات النزوح السوريّ إلى لبنان، ومن العاصمة اللبنانيّة سافروا إلى اسطنبول، ومنها إلى أزمير، ومن هناك إلى قعر البحر.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.