تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الرياض تؤجّل اتّفاق تبادل في سوريا؟!

يكشف مسؤول حكوميّ لموقعنا عن أنّ اتّفاقاً كان قد تمّ التوصّل إليه بين حزب الله والسلطات السوريّة من جهّة، وجبهة النصرة من جهّة أخرى، على حصول تبادل سكّان ومسلّحين وجرحى، بين أهالي قريتي كفريا والفوعة المحاصرتين في منطقة إدلب شمال سوريا، ومسلّحين وجرحى محاصرين في بلدة الزبداني شرق دمشق. غير أنّ معلومات تشير إلى تأجيل تلك الصفقة لأسباب سعوديّة.
RTR36IDO.jpg
اقرأ في 

يكشف مسؤول حكوميّ لبنانيّ قريب من حزب الله عن أنّ إحكام السيطرة اللبنانيّة من قبل مقاتلي الحزب والجيش اللبنانيّ، على كامل الحدود مع سوريا، بات وشيكاً جدّاً. ويؤكّد المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، في حديث إلى موقعنا، أنّ الخطوة التالية على هذا الصعيد، ستكون سقوط بلدة الزبداني السوريّة، في أيدي مقاتلي حزب الله والجيش السوريّ. ويتابع المسؤول نفسه أنّ الوضع العسكريّ والميداني لتلك البلدة السوريّة الواقعة شرق دمشق، وعلى مقربة من الحدود السوريّة-اللبنانيّة، في وسط البقاع اللبنانيّ، بات في حكم الساقط كليّاً، فالمسلّحون الذين لا يزالون يقاومون داخل أحياء البلدة وأزقّتها، لا يفوق عددهم 400 مسلّح، وهم باتوا منهكين وسط الحصار الذي يضربه حولهم حزب الله والجيش السوريّ، كما يوجد نحو 350 جريحاً منهم، يقيمون معهم في البلدة المحاصرة، من دون علاج جدّي ولا قدرة فعليّة على تأمين أيّ دواء أو مستشفى لهم.

ويروي المسؤول نفسه، أنّ هذا الواقع هو ما دفع إلى قيام محاولة بين الطرفين المتصارعين، لإجراء عمليّة تبادل بين الجرحى والمسلّحين المتبقّين في الزبداني، والسكّان السوريّين المدنيّين المحاصرين في قريتي الفوعة وكفريا في منطقة إدلب شمال سوريا وقرب الحدود مع تركيا. علماً أنّ ما ولّد فكرة التبادل هذه هو كون أهل هاتين القريتين هم من المسلمين الشيعة، أي من الطائفة نفسها التي ينتمي إليها مقاتلو حزب الله، فيما المسلّحون الذي يحاصرون القريتين هم من السنّة، من أصوليّي جبهة النصرة وغيرها من المجموعات السنيّة الأصوليّة، التي ينتمي إليها كذلك المسلّحون والجرحى المحاصرون في الزبداني من قبل مقاتلي حزب الله والجيش السوريّ. هكذا تبدو فكرة التبادل منطلقة من واقع إنسانيّ ضاغط، لجهّة وجود جرحى ومدنيّين مهدّدين بالموت. لكنّها تكتسب أيضاً بعداً آخر هو أقرب إلى عمليّة التبادل السكّاني أو الـ"ترانسفير"، على قاعدة الفرز المذهبيّ للسكّان داخل سوريا، خصوصاً حين يدركون، كما يقول المسؤول اللبنانيّ نفسه، أنّ عدد المدنيّين في القريتين المذكورتين، الذين كانوا موضع بحث في مشروع المبادلة، يبلغ نحو 40 ألف نسمة!

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.