تُظهر التصريحات العلنية الصادرة من موسكو أن خيبة الأمل الأساسية التي منيت بها الحكومة الروسية بعد اختتام أعمال مؤتمر المراجعة للأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك (27 نيسان/أبريل-22 أيار/مايو)، تتمثّل في فشل المؤتمر في التوصّل إلى بيان يدعو إلى إقامة منطقة خالية من النووي في الشرق الأوسط. لكن هل تسعى روسيا فعلاً خلف هذا الهدف؟ واقع الحال هو أن سياساتها تشير إلى العكس.
خلال الجلسة الختامية للمؤتمر، اشتكى رئيس الوفد الروسي، ميخائيل أوليانوف، من أنه "تبيّن أن اعتماد وثيقة نهائية تتضمّن فقرة حول الشرق الأوسط أمرٌ مستحيل بسبب الاعتراضات من ثلاث دول". تفادياً لأي التباس حول هوية هذه الدول أو أهداف موسكو، عقّب وزير الخارجية الروسي بتصريح أعرب فيه عن أسفه لأن "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا" عطّلت إدراج فقرة حول "تطبيق القرار 1995 حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية ومختلف أسلحة الدمار الشامل الأخرى، فضلاً عن آليات التسليم ذات الصلة في الشرق الأوسط".