تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

شتاينماير في بيروت: كلام صريح حول أمر خطير

Syrian refugees wait with their luggage and belongings outside a hotel in Beirut to be transported by buses to Beirut international airport for resettlement in Germany April 15, 2014. About 300 Syrian refugees departed early morning from Beirut to Germany on a private chartered flight where they will be offered resettlement, UNHCR, which has been assisting the refugees in Lebanon, said. REUTERS/Sharif Karim     (LEBANON - Tags: CIVIL UNREST POLITICS SOCIETY IMMIGRATION) - RTR3LBDE
اقرأ في 

لم يخف وزير الخارجيّة اللبنانيّة جبران باسيل، تعابير وجهه الجدّية، فيما كان يتحدّث في مؤتمره الصحافيّ المشترك مع نظيره الألمانيّ فرانك فالتر شتاينماير، في بيروت يوم الجمعة في 15 أيّار/مايو الماضي. كان الضيف الألمانيّ قد بدأ حديثه حول أوضاع النازحين السوريّين في لبنان، وحول ضرورة مساعدة الدولة اللبنانيّة على تحمّل هذا العبء الكبير. ولمّا جاء دور مضيفه اللبنانيّ، كان مفاجئاً ذهابه في المصارحة حتّى قوله أمام ضيفه: "نحن قلقون حيال الاستراتيجيّة المتّبعة من قبل بعض الدول في كيفيّة اختيار من سيستقبلون في بلادهم، وذلك وفق مواصفات معيّنة مثل الثقافة والدين. هذه المواقف، إضافة إلى الدعم الماديّ المباشر للنازحين في لبنان، هي من وجهة نظرنا مواقف غير مثمرة، إذ أنّها من جهّة، تشجّع النازحين على عدم العودة إلى وطنهم، ومن جهّة أخرى، تساهم في إفراغ المنطقة من جوهرها القائم على تنوّع المجموعات الدينيّة". كلام واضح، ينطوي على انتقاد صريح للدول التي تتعامل مع قضيّة النازحين السوريّين، وخصوصاً الأوروبيّة منها. لكن، ما هي خلفيّاته وتفسيراته والأسباب الموجبة لإطلاقه؟

أكّدت أوساط حكوميّة لبنانيّة متابعة للقضيّة لموقعنا أنّ ما أعلنه الوزير باسيل أمام نظيره شتاينماير، يكشف عن مسألة حسّاسة تتابعها وزارة الخارجيّة اللبنانيّة بدقّة منذ مدّة. وشرحت الأوساط التي طلبت عدم كشف هويّتها، أنّه منذ تفاقم أعداد النازحين السوريّين في لبنان، ومنذ اهتمام بعض الدول الأوروبيّة باستضافة أعداد محدودة من هؤلاء النازحين، لاحظت وزارة الخارجيّة في بيروت، أنّ ثمة معايير معيّنة تضعها سلطات بعض الدول الأوروبيّة المضيفة، لاختيار النازحين الذين يقبلون انتقالهم من لبنان إلى بلدانهم. ولاحظت أنّ هناك معيارين دائمين لعمليّة الغربلة والاختيار هذه. أوّلاً المستوى التعليميّ أو الثقافيّ، وثانياً الانتماء الدينيّ. فالأوروبيّون يعمدون إلى إعطاء أفضليّة واضحة إلى الأكثر تعلّماً، كما للسوريّين المسيحيّين. هكذا تشير الأوساط الحكوميّة اللبنانيّة، إلى أنّه على الرغم من نفي السلطات الأوروبيّة لهذا التمييز، وعلى الرغم من إصرارها في المفاوضات مع السلطات اللبنانيّة، على أنّها لا تعتمد أيّ معايير تمييزيّة في اختيار النازحين الذين تقبل استضافتهم على أراضيها. حاولت المونيتور الاتصال بشتاينماير عن هذه المسألة، إلا أنه رفض التعليق. غير أنّ وجهة النظر الرسميّة اللبنانيّة مختلفة. وهذا هو تحديداً السبب الذي جعل الوزير باسيل يثير هذه المسألة علناً في كلمته، مشيراً إلى "مواصفات معيّنة مثل الثقافة والدين".

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.