علقت إيران رحلة حج جوية متوجهة إلى المملكة العربية السعودية إثر اتهامات بأن شابين إيرانيين قد تعرضا للاعتداء من قبل ضباط الأمن السعودي في مطار جدة. وقد أثار الحادث المزعوم توترات بين الخصمين الإقليميين المختلفين أصلاً على عدد من الحروب الإقليمية.
وقال وزير الثقافة الإيراني علي جنتي في 13 ابريل / نيسان إنه تم اتخاذ قرار بتعليق الرحلات الجوية لأداء مناسك العمرة إثر الحادث الذي «يمس كرامة البلاد،» مضيفاً إن حج العمرة ليس إلزامياً في الإسلام وإنه يمكن إجراؤه في أي وقت.
وأضاف جنتي إن السلطات السعودية ألقت القبض على المتهمين، و«قالت إنه سيتم إعدام المخالفين.» تجدر الإشارة إلى أن وسائل الاعلام السعودية لم تغطي الحادث، فيما قالت السفارة السعودية في واشنطن للمونيتور في 10 ابريل / نيسان إن الاتهامات التي سمعتها صادرة عن الصحافة الإيرانية وحدها.
في 6 ابريل / نيسان، وبعد أيام من انتشار الشائعات في وسائل الإعلام الإيرانية، قال نائب وزير الخارجية حسن قشقاوي للصحفيين إنه في الأسبوع الثاني من عيد نوروز (28 مارس - 2 أبريل)، وفي أثناء «عودتهما من أداء مناسك العمرة، أوقفت السلطات السعودية مراهقين في قافلة وقامت بتفتيشهما جسديا.» وقد وصف قشقاوي ما حدث بعد ذلك بما «يشبه الاغتصاب.»
وإذا كانت السلطات السعودية تلاحق القضية فعلا، فيبقى دافع إيران لاتخاذ قرار تعليق الرحلات الجوية غير واضح. ومع ذلك، في 9 ابريل / نيسان، لم تسمح المملكة العربية السعودية لطائرة ايرانية تقل 260 حاجا بالهبوط. يذكر إن عدة شخصيات سياسية مارست الضغط على الحكومة الإيرانية بهدف تعليق رحلات العمرة إلى حين معاقبة المتهمين. وفي 8 نيسان / أبريل، وقع 70 عضوا في البرلمان الإيراني مشروع قانون يطالب ايران بتعليق حج العمرة إلى حين ضمان سلامة الإيرانيين.
في 11 ابريل / نيسان، تم تنظيم احتجاجات أمام السفارة السعودية في طهران، وقد تضمنت هذه الاحتجاجات حشدا متنوعا، إلا أنها لم تكن تحت رعاية أي من منظمات الباسيج للطلاب التي غالبا ما تنظم هذا النوع من الاحتجاجات.
إن تعليق حج العمرة مسألة لا يمكن الاستخفاف بها، علماً أن المرة الأخيرة التي منع هبوط طائرات حج إيرانية في المملكة العربية السعودية كانت عام 1987، عندما قتل مئات الحجاج الايرانيين في خلال الحج وعشرات من عناصر الشرطة السعودية في خلال الاحتجاجات.
تجدر الإشارة إلى أن جنتي تناول في بيانه شكوى تم تقديمها منذ فترة طويلة من قبل حجاج شيعة إيرانيين كانوا يزورون البلاد السنية. وقال إن آيات الله العظمى «قد أعرب عن قلقه [إزاء الحادث المزعوم]، خصوصا أنه سبق وتم تسجيل مضايقة بحق الحجاج ورجال الدين.»
وردا على الاتهامات، قال آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي في 8 نيسان «لا أريد مقاطعة حج العمرة ولكن أود أن أطرح السؤال التالي: هل علينا أن نستمر بأي ثمن؟ يقومون بإهانة رجال الدين لدينا في المسجد النبوي ويهينوننا في المطارات، لا يجب إهانتنا بهذا الشكل.»
وفيما شهد الحادث تغطية واسعة في وسائل الاعلام الايرانية قابلت صحيفة وطن أمروز والدي الضحيتين في 8 ابريل / نيسان وقال الوالدان إنهما غير راضيين عن طريقة تعامل المسؤولين الايرانيين مع القضية، وأضاف أحدهما إن «هذه الجريمة ليست مرتكبة ضد شخص واحد أو عائلة واحدة، بل هي جريمة ارتكبتها حكومة بحق حكومة أخرى.» وأضاف: «تم الاعتداء على ولدينا لأنهما مسلمين إيرانيين، فماذا ينوي مسؤولونا إزاء ذلك؟»