تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أسلحة من واشنطن إلى بيروت... ووعود من الآخرين!

A Lebanese soldier stands guard in front of a ship that delivered military donation from the U.S. government to the Lebanese army, during a ceremony at Beirut's port February 8, 2015. More than 70 M198 Howitzers, as well as 26 million rounds of ammunition including small, medium, and heavy artillery rounds, were delivered on Sunday  from the United States as military aid to the Lebanese army. REUTERS/Mohamed Azakir (LEBANON - Tags: POLITICS MILITARY) - RTR4OOO9
اقرأ في 

فيما كان الجيش اللبنانيّ يتسلّم يوم الأحد في 8 شباط/فبراير الجاري، دفعة جديدة من الأسلحة الأميركيّة المقدّمة إليه، في إطار بروتوكول الهبات المقدّمة إلى لبنان من قبل الولايات المتّحدة الأميركيّة، كان مسؤول عسكريّ لبنانيّ رفيع المستوى، يؤكّد لموقعنا أنّ واشنطن هي اليوم الحليف الجدّي والأوّل لبيروت في حربها على الإرهاب. فمنذ اندلاع المواجهات بين الجيش اللبنانيّ والمجموعات الإرهابيّة، من "داعش" و"جبهة النصرة" ومثيلاتهما، على الحدود اللبنانيّة السوريّة، بادرت واشنطن، بحسب المسؤول العسكريّ الذي طلب عدم كشف اسمه، إلى تقديم كلّ الدعم إلى الجيش اللبنانيّ، بالسلاح والذخائر وتبادل المعلومات والخبرات. ويشرح المسؤول نفسه أنّ الأمر توثّق أكثر، وتكثف في شكل أكثر تسارعاً، خصوصاً بعد الاجتماع الذي عقد في واشنطن منتصف تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، على مستوى قادة الجيوش، في إطار التحالف الدوليّ ضدّ "داعش" ومثيلاته.

وقد شارك لبنان في ذلك الاجتماع الذي ترأّسه باراك أوباما، على الرغم من كونه ليس عضواً رسميّاً في التحالف المذكور. وجاءت مشاركته تلك بعد نحو شهرين ونيّف على خوضه في 2 آب/أغسطس الماضي، مواجهة شرسة بين وحدات من الجيش اللبنانيّ وإرهابيّي "داعش" و"النصرة" في جرود منطقة عرسال، حيث تمّ أسر نحو 40 جنديّاً لبنانيّاً. وفي اجتماع واشنطن المذكور، كان البحث بين قادة الجيوش المشاركة، يدور حول الأدوار المطلوبة من أطراف التحالف الدوليّ، في الحرب ضدّ الإرهاب على أرض منطقة الشرق الأوسط، وسط تباين كبير في وجهات النظر بين أنقرة والغرب يومها، حول الوضع في سوريا وسبل مقاربته. كما يقول المسؤول نفسه لموقعنا إنّ الوفد اللبنانيّ بادر إلى طرح ما يعنيه وما يخصّه من ذلك الاجتماع الحاشد، بلغة واضحة ومتواضعة: "إنّ لبنان لا يطلب منكم أيّ انخراط مباشر على أرضه، ولا أيّ مشاركة جويّة أو بريّة أو بحريّة من قبل التحالف. إنّ الجيش اللبنانيّ قادر لوحده على خوض المعركة ضدّ الإرهابيّين. كلّ ما يطلبه منكم هو دعمه بالسلاح والذخائر والأعتدة". ويؤكّد المسؤول نفسه أنّ المسؤولين الأميركيّين سرعان ما التقطوا أهميّة الكلام اللبنانيّ وواقعيّته. ومنذ تلك اللحظة، شكّل التعاون التسليحيّ بين واشنطن وبيروت عنصراً رئيسيّاً في مساعدة الجيش اللبنانيّ على صدّ الإرهابيّين. فالجيش اللبنانيّ تلقّى خلال الفترة الماضية من واشنطن شحنات عدّة، بينها صواريخ من نوع Hellfire، التي يزوّد بها الجيش اللبنانيّ طائراته العسكريّة من نوع "سيسنا"، التي يستخدمها في المواجهات مع الإرهابيّين. كما قدّمت واشنطن أيضاً تسليحاً صاروخيّاً كاملاً للمروحيّات العسكريّة التي يملكها الجيش اللبنانيّ، والتي تشكّل عنصراً أساسيّاً في حربه ضدّ الإرهابيّين. إضافة إلى ذلك، تلقّى الجيش أعداداً وفيرة من المدافع الميدانيّة الثقيلة، وخصوصاً من القذائف اللازمة لها، علماً أنّ هذه القذائف كانت تشكّل حاجة قصوى وماسّة للجيش في معاركه، حيث يضطرّ إلى استخدامها بكثافة في قصفه لمواقع الإرهابيّين، في شكل شبه يوميّ منذ أشهر، وهو ما يؤدّي إلى نقص كبير في مخزونه منها. كما تلقّى الجيش، ودائماً ضمن المساعدات الأميركيّة له، أجهزة اتّصال حديثة وأجهزة استطلاع متطوّرة للرصد والرؤية الليليّة، وقد جاءت لتلبّي الحاجات الضروريّة للقوى المسلّحة اللبنانيّة، في معاركها مع الإرهابيّين في مناطق جرديّة وعرة وصعبة جدّاً.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.