في خطاب ألقته في المؤتمر الوطني حول السياسة الحضرية، حذّرت معصومة ابتكار، رئيسة منظمة حماية البيئة في إيران، من مخاطر التغيّر المناخي. وقالت ابتكار، التي تشغل أيضًا منصب نائبة الرئيس حسن روحاني، إنّ التغيّر المناخي لن يؤثّر على إيران ومنطقة الشرق الأوسط فحسب، بل سيشمل العالم بأسره، واصفة هذا التغيّر المناخي بأنّه "تهديد خطير للحياة على كوكب الأرض".
وبحسب نصّ مكتوب للمؤتمر نشرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلاميّة يوم 18 شباط/فبراير، قالت ابتكار، "إنّ الاحتباس الحراري عملية خطيرة جدًا وستترتّب عليه آثار ونتائج مدمّرة". وأضافت أنّ الاحتباس الحراري سيؤدّي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار، وإلى شحّ في كمية المتساقطات وإلى غمر مناطق عدّة بالمياه.
حذّرت ابتكار أيضًا من أزمة المياه في إيران، قائلة إنّه بحسب وزارة الطاقة الإيرانيّة، "وضع المياه يدعو للقلق الشديد في 14 مدينة في البلاد". لم تأت على ذكر هذه المدن بأسمائها، باستثناء طهران، عاصمة البلاد التي يفوق عدد سكانها 12 مليون نسمة في المدينة الكبرى.
وأفادت أنّه بحسب مصلحة الأرصاد الجويّة الإيرانيّة، وباستثناء ثلاثة أعوام فقط، شهدت إيران 23 عامًا متتاليًا من انخفاض كمية المتساقطات وارتفاع درجات الحرارة.
وقالت ابتكار إنّ إيران بحاجة إلى سياسة وطنيّة لمعالجة هذه الأزمة، وإنّه بالنظر إلى انخفاض الموارد المائيّة وتراجع كميّة الأمطار، لم تعد الطريقة الحالية، التي تقوم على جمع المياه من المستجمعات المائيّة، سياسة عمليّة.
ليست هذه المرّة الأولى التي يحذّر فيها المسؤولون الإيرانيّون من مخاطر أزمة المياه في البلاد ومن التغيّر المناخي؛ ففي تموز/يوليو من العام 2013، حذّر وزير الزراعة السابق عيسى كلانتري من أنّ إيران ستصبح "غير صالحة للسكن" إذا لم تتم معالجة أزمة المياه. وقال إنّه في غضون 30 عامًا، قد تصبح إيران "مدينة أشباح" ويتهجّر ملايين الإيرانيّين.
قام عدد من المدن الإيرانيّة بعقد مؤتمرات حول التغيّر المناخي، وفي حزيران/يونيو من العام 2014، عقدت طهران مؤتمرها الثاني حول التغير المناخي والهندسة الزراعية المستدامة والموارد الطبيعيّة.
تطرّق الصحفيّون الإيرانيّون أيضًا إلى هذه المسألة، وفي مقال نشرته صحيفة "اطلاعات" المحافظة، كتب فتح الله آمولي مقالاً للرأي حول أزمة الزراعة والمياه في إيران. وفي هذا المقال الذي يحمل عنوان "الأكل من اللحم الحيّ" الذي يمكن ترجمته على أنّه "استنفاد المدّخرات للبقاء على قيد الحياة"، حذّر آمولي من أنّ إيران تستنفد حاليًا احتياطيّاتها في عدد من الحقول ولا تجد شيئًا لاستبدالها.
وبشأن القطاع الزراعي في إيران والإصرار على الاكتفاء الذاتي الزراعي، كتب آمولي، "عندما نتعدّى على مياهنا الجوفيّة ونستعمل الموارد المائيّة واحتياطاتنا الاستراتيجيّة، هذا يعني أنّنا نأكل من لحمنا الحيّ". وأكمل قائلاً، "نحن نقترب كلّ يوم من تدمير مياهنا الجوفيّة ... وتحويل التربة الخصبة إلى صحراء". وكتب آمولي أنّ عمليّة تقسيم الأراضي في المدن الإيرانيّة الشماليّة الخصبة من أجل بناء فيلات مربحة هو "أيضًا، أكل من اللحم الحيّ".