القاهرة – "أتذكّرها جيّداً تلك الحفلات الجماعيّة الّتي، عندما كنت صغيرة، كان بعض الجيران من أصول ريفيّة، خصوصاً "صعيديّة" يقيمونها لفتياتهم، ويوزّعون أطباق الأرز باللّبن بمذاقها الكثير الحلاوة، ويلبسن الفتيات ملابس جديدة بيضاء كالعرائس. لم أكن أفهم آنذاك، لماذا تلك الفتيات يتساندن على أمهاتهنّ للمشي بصعوبة، ولماذا لا يلعبن معنا في احتفال أقيم من أجلهنّ".
هذا المشهد لحفلات ختان الإناث لم يعد مألوفاً في القاهرة حاليّاً، ولا حتّى في المدن المصريّة الكبيرة، ولعلّ ذلك لأسباب عدّة منها اندماج كثير من هذه العائلات الريفيّة في حياة التحضّر المدنيّة والتخلّي عن مثل هذه العادات والتّقاليد المعروفة في الريف، وأيضاً هذه النّظرة المجتمعية السلبيّة لعادة ختان الإناث، وتكاتف منظّمات المجتمع المدنيّ مع الحكومة المصريّة لمحاربتها، انتهاء بتجريمها في عام 2008 من خلال قانون الطفل المصريّ.