شهدت نهاية العام الماضي والأيّام الأولى من السنة الجديدة، سلسلة استهدافات في أكثر من مجال وعلى أكثر من مستوى، للتنظيم الشيعيّ الأقوى في لبنان، وربّما في منطقة الشرق الأوسط، أيّ حزب الله. ففي غضون أيّام قليلة، سجّلت سلسلة وقائع سياسيّة، أمنيّة، قضائيّة وعسكريّة في لبنان ومحيطه وفي الخارج، بدت كلّها مصوّبة نحو هذا الحزب.
ففي السياسة أوّلاً، وعلى المستوى اللبنانيّ، انتشر في 28 كانون الأوّل/ديسمبر الماضي، خبر إعلاميّ عن تنحّي أحد أعضاء المكتب السياسيّ في حزب الله غالب أبو زينب، من مهامه كمسؤول العلاقات مع القوى السياسيّة المسيحيّة في حزبه. وعلى الرغم من أنّ المعنيّ بالخبر سارع إلى التوضيح بأنّ المسألة محصورة في شأن شخصيّ، ولا علاقة لها بأيّ أبعاد سياسيّة أو حزبيّة، وبأنّ قراره متّخذ منذ أسابيع، وذلك لحاجته إلى بعض الوقت للقيام بأمور عائليّة وشخصيّة، إلّا أنّ التسريبات الإعلاميّة ظلّت تضخّم الأمر، وتضعه في خانة أمور مريبة تحصل داخل الحزب.