تحدّث المرشد الإيرانيّ الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يملك الكلمة الفصل بشأن البرنامج النوويّ، بالتفصيل عن التمديد الأخير للمحادثات بين إيران والدول الخمس دائمة العضويّة في مجلس الأمن زائد ألمانيا (مجموعة 5 زائد 1)، والتي جمّدت إيران في خلالها جزءاً من برنامجها النوويّ مقابل تحرير أصولها المجمّدة.
وقال آية الله خامنئي في خطاب ألقاه اليوم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر أمام المسؤولين في منظّمة الباسيج: "أنا لا أعارض تمديد المفاوضات للأسباب نفسها التي لا أعارض من أجلها مبدأ المفاوضات".
وأثنى على المفاوضين النوويّين الإيرانيّين الذين يترأسهم وزير الخارجيّة محمد جواد ظريف، قائلاً إنّهم "مجتهدون وجادّون، ويعملون بمنطق، خلافاً للطرف الآخر".
وأضاف أنّ "الطرف الآخر، خصوصاً أميركا، يغيّر أقواله كلّ يوم. في الاجتماعات والرسائل الخاصّة، يتكلّم بطريقة، وفي الخطابات العامّة، يتكلّم بطريقة مختلفة. يقول شيئاً اليوم، وفي اليوم التالي يتراجع عنه".
وقال آية الله خامنئي إنّ "[الولايات المتّحدة] تجد نفسها مضطرة إلى تغيير أقوالها بسبب مشاكلها المحليّة. وفدنا ليس كذلك".
ومن بين دول مجموعة 5 زائد 1، اعتبر أنّ الولايات المتّحدة "هي الأكثر فظاظة" والبريطانيّين "هم الأكثر مكراً".
وقال إنّه إذا فشلت إيران ومجموعة 5 زائد 1 في التوصّل إلى صفقة شاملة، "فلن نكون نحن المتضرّرين الأكبر، بل الأميركيّون".
واعتبر أنّ المفاوضات النوويّة هي "حجّة"، من بين حجج أخرى، لمنع إيران من التقدّم. ورأى أنّ الضغوط والعقوبات الاقتصاديّة هي من الوسائل التي تستعملها الدول الغربيّة ضدّ إيران لتمنعها من المضيّ قدماً.
وتطرّق أيضاً إلى تراجع شعبيّة الرئيس الأميركيّ باراك أوباما والإقبال الضعيف على صناديق الاقتراع في الانتخابات الأميركيّة الأخيرة، قائلاً إنّ ذلك يبيّن قلّة الثقة في العمليّة السياسيّة الأميركيّة. وتحدّث أيضاً عن الأحداث الأخيرة هناك التي أطلقت فيها الشرطة النار، مشيراً إلى أنّ الشرطة قتلت أكثر من 400 مواطن، بحسب الإحصاءات الأميركيّة.
وفي معرض ذكره هذه المشاكل، قال آية الله خامنئي إنّ الولايات المتّحدة "تحتاج إلى نجاح كبير" في المفاوضات، على عكس إيران. ونقل عن مفاوض إيرانيّ قوله إنّ "السماء لن تقع" إذا لم يتمّ التوصّل إلى صفقة نوويّة، مضيفاً: "لن نتأذّى كما يتصوّرون".
وقال إنّ هناك سبل أخرى، مثل "اقتصاد المقاومة"، ستركّز على الإنتاج والابتكار المحلّيين.
وانتقد مجموعة 5 زائد 1 لأنّها أسمت نفسها "المجتمع العالميّ"، قائلاً إنّ "بعض الدول المتعجرفة مثل الولايات المتّحدة والمملكة المتّحدة وفرنسا" ليست "المجتمع العالميّ".
وتوجّه إلى هذه المجموعة قائلاً: "لا نحتاج إلى ثقتكم بنا. فثقتكم بنا لا معنى لها، ونحن لا نثق بكم".
وعن إسرائيل، قال: "سواء أتمّ التوصّل إلى اتّفاق نوويّ أم لا، لن يضمن ذلك أمن إسرائيل". وأضاف أنّ أمن إسرائيل ليس الأولويّة بالنسبة إلى الولايات المتّحدة، بل "إرضاء شبكة المستثمرين الصهاينة التي تُعتبر حبل خلاصها. هذه هي مشكلتها".