بعد الانهيار الكبير الذي حصل لوضع الأقليّات، بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على معظم مناطقها، لم يبق لهذه الأقليّات خياراً سوى المطالبة بتسليحها وتدريبها لتدافع عن نفسها من سلسلة الاعتداءات التي تشهدها في شكل مستمرّ من قبل المتشدّدين. ولم تنحصر المطالبة بالتّسليح بأقليّة محدّدة، بل أصبحت مطالبة جماهيريّة تدعو إليها القيادات، الأحزاب، النّاشطون، والأفراد بشتّى الطرق.
فقد طالب "هادي بابا شيخ"، وهو رئيس المجلس الروحانيّ الأعلى للإيزيديّين في السابع من سبتمبر الحاليّ، المجتمع الدوليّ بتسليح الإيزيديّين في جبال شنكال لمواجهة خطر مسلّحي تنظيم "الدولة الإسلاميّة" الذين ما زالوا يسيطرون على مدينة شنكال. وطالب أيضاً بالعمل على تأسيس منطقة آمنة في سهل محافظة نينوى الحافلة بالتنوّع الدينيّ والعرقيّ، خصوصاً أنّ المنطقة هي من المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وإقليم كردستان العراق، مضافاً إلى سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" على معظمها حاليّاً. ولقد قام المئات من الإيزيديّين في الخامس من أغسطس الماضي بتظاهرة واسعة في مدن محافظة دهوك، مطالبين بمنحهم السلاح للدّفاع عن مناطقهم.