منذ أن بدأت قوّات النظام السوريّ تتقدّم وتستعيد زمام المبادرة في العام الماضي، بدا أنصار النظام السوريّ وخصوصاً في الساحل، مطمئنّين. ولم يسبب ظهور تنظيم "الدولة الإسلاميّة" وتقدّمه على حساب المعارضة، وإعلانه قيام الخلافة الإسلاميّة في حزيران/يونيو الماضي خوفاً كبيراً في صفوفهم. ولكنّ الخوف بدأ يعود إلى صفوف أنصار النظام السوريّ مع انتقال "الدولة الإسلاميّة" إلى خوض معارك ضدّ القوّات الحكوميّة في محافظة الرقّة وريف حمص الشرقيّ، ومع تقدّم كتائب مختلفة من بينها جبهة النصرة في ريف حماة، واقترابها من سهل الغاب الذي يعتبر المدخل الشرقيّ إلى مناطق العلويّين في جبال الساحل السوريّ.
في مدينة طرطوس الساحليّة التي تقطنها غالبيّة علويّة، لا يتغيّر إيقاع الحياة بتطوّرات الأحداث على نحو كبير، على الرغم من تواصل فقدان العشرات من أبنائها لأرواحهم في المعارك. لكن ثمّة تشديداً أمنيّاً ملحوظاً أخيراً، إذ تنتشر دوريّات أمنيّة على تقاطعات الطرق الرئيسيّة في الليل، وتنصب حواجز موقّتة تدقّق في هويّات المارّة، وتتحقّق من ملكيّتهم للسيّارات التي يقودونها. يقول بعض السكّان هناك إنّ "السلطات خائفة من السيّارات المفخّخة ومن تسلّل عناصر تابعين لتنظيم "الدولة الإسلاميّة" إلى المدينة"، في حين يقلّل آخرون من شأن هذه الدوريّات والحواجز المتنقًّلة ويقولون إنّ "الهدف منها كشف عصابات سرقة السيّارات التي ازدادت أخيراً".