حين غزا جورج دبليو بوش العراق، وجّهت انتقادات مختلفة ضدّه، منها أنّه متأثّر برؤى آخر الزمانيّة ويريد أن يطبّق أجندات اليمين المسيحيّ في خصوص تنبّؤات المسيحيّة حول أحداث آخر الزمان. ولكن، لم يتصوّر أحد آنذاك أنّ هذا الحدث سيؤدّي الى انتشار التوجّهات الآخر زمانّية بين الأطراف المتصارعة في العراق، حيث يكون الصراع متأثّراً بتلك التوجّهات بطروحاتها المختلفة.
اندمج الصراع العراقيّ بالرؤى الدينيّة في شكل بنيويّ وجذريّ. وقد تجاوز الجانب الدينيّ من الصراع، مجرّد النزاع بين الطوائف الدينيّة والمذاهب الكبرى في البلد. فقد اتّجه كلّ من الطرفين الشيعيّ والسنيّ إلى تطبيق رؤية آخر الزمانيّة على الأحداث الجارية وفهمها في السياق التنبؤيّ في نصوصهما الدينيّة حول أحداث آخر الزمان. وهذا تخطّى مجرّد التحليل الدينيّ للأحداث، بل جعل كلّ من الطرفين يعمل وفقاً للنبوءة المذكورة عنده. وذلك يعني تحويل النبوءة الدينيّة إلى عامل مؤثّر في سير الأحداث القائمة في البلد.