تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لمصالحة تترنح فشلا في عيون الفلسطينيين

A Palestinian boy looks out through the window of his house at Shati refugee camp in Gaza City April 22, 2014. The Palestine Liberation Organization (PLO) sent a delegation to Gaza on Tuesday to negotiate unity with militant group Hamas for the first time since their 2007 conflict, potentially boosting Fatah leader and Palestinian president Mahmoud Abbas's position. REUTERS/Mohammed Salem (GAZA - Tags: POLITICS SOCIETY) - RTR3M9M9

يبدو ان الصور الاحتفالية لاتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس في غزة ، لم تصل الى عقول المواطنين الذين اعتادوا رؤويتها مع كل مرة تم فيها اعلان التوصل الى اتفاق مماثل من قبل.

ورغم الاجواء الايجابية في صفوف القيادة، الا ان الشارع الفلسطيني يبدو غير متفائل بحقيقة انجاز المصالحة وتنفيذها او استمرارها في حال رات النور.

"المونيتور" استطلعت عشوائيا اراء نحو 30 فلسطينيا ورصدت توقعاتهم بشأن مستقبل المصالحة، والتي كانت معظمها  ترى ان المصالحة لن تتحقق وان تحققت فلن تدوم طويلا.

المواطن محمود مبارك صاحب مطعم في رام الله، وردا على سؤال "المونيتور" حول توقعاته بامكانية نجاح المصالحة ، قال نحن نتمنى من الشعب الفلسطيني ان يتوحد ضد الاحتلال، لكن "لا نعلق امال كبيرة على الطرفين لانه ما في ديكين بعيشوا بنفس الخم، والطرفين بتنازعوا عالسلطة والكراسي".

وحول اسباب اعتقاده هذا، قال "المصالحة حاليا كانت الخيار الوحيد للرئيس عباس، لانه فشل بالمفاوضات مع اسرائيل، فتوجه لحماس كورقة ضغط على اسرائيل من اجل الشروط التي يريدها، لا اعتقد ان اسرائيل وامريكا ستسمح باتمام المصالحة ونجاحها، انا غير متفائل".

مي مناصرة، الطالبة في جامعة بيرزيت في رام الله التي كانت ترتدي الكوفية قالت: ليست المرة الاولى التي تحدث المصالحة، حدثت  قبل سنوات لكن اشعر "انه حبر على ورق"، مضيفة "نتمنى ان تنجح، وهذا حلم كل فلسطيني، لكن انا من وجهة نظري لا، لا اعتقد انها ستنجح ".

وتختلف الاسباب التي تدفع الفلسطينيين الى الاعتقاد بفشل المصالحة، فالبعض يردها الى عدم وجود رغبة جدية ونية صادقة لدى الطرفين في تحقيق ذلك، والاخر يرى ان اسرائيل والولايات المتحدة تمارسان ضغوطا من اجل افشالها، بينما يرى طرف ثالث ان هناك اطرافا في الحركتين لهما مصالح في استمرار الانقسام. 

يقول مواطن يعمل سائق تكسي في رام الله رفض الكشف عن اسمه، ان المصالحة لن تنجح، لان " اسرائيل ستفشلها، هم عندهم رغبة بالمصالحة، لكن هناك ضغوطات كثيرة من امريكا واسرائيل على فتح"، من اجل هذا لن تطول  المصالحة.

بينما ارجع الممثل الكوميدي محمود رزق انه دون ان يتحرك او يتغير شيء على الارض فأن المصالحة لن تنجح، مضيفا "ستفشل المصالحة اذا لم يحدث شيء عملي، حيث لم يخرج السجناء السياسيين، ولم تفتح المؤسسات التي اغلقت وقت الانقسام"، في حين ارجع محمد ربايعة الذي يعمل مدير مالي تشاءمه ازاء نجاح المفاوضات الى "تضارب المصالح" واصفا المصالحة لـ"الشكلية والتجميلية"، قائلاً ان "المصالح الجوهرية والحزبية ستقف عائق، من الصعب ان تحل الامور بهذه الطريقة التي تمت عليه، لان المطلوب حلولا اساسية وجذرية،" مضيفاً " اتوقع راح تفرط بس ايمتا ما بعرف".

ورغم حالة التشائم والحذر الشديد، فأن المتفائلين حتى بنجاح المصالحة، ينتابهم بعض الحذر، اذ يقول بسام احمد الذي يعمل حلونجي "المصالحة كويسة للشعب الفلسطيني، والجميع مؤيد لها، ان شاء الله تستمر"، مضيفاً " اذا كانت نواياهم سليمة راح تستمر، اما اذا كانت غير سليمة لن تستمر، الشعب الفلسطيني يرحب بالمصالحة لكنه خايف ومتردد ولديه اعتقاد انها  ستفشل، كم مرة اتصالحوا وفشلت؟".

وتظهر نتائج استطلاع للرأي نشره معهد العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد" نشر في اول نيسان الجاري، ان 34% حملوا جميع الفصائل والاحزاب السياسية بما في ذلك فتح وحماس مسؤولية إفشال المصالحة، كما حمل 23% جهات خارجية المسؤولية (دون أن يتم تحديد هويتها)، وحمل 22% حركة حماس لوحدها المسؤولية عن ذلك، و12% حملوا حركة فتح.

هذا وتظهر نتائج الاستطلاع انقساما حول مدى التفاؤل بإمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية بين الحركتين ، حيث ابدى 50% من الفلسطينيين تفاءلهم من امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية مقابل 47% صرحوا بأنهم متشائمون، و3% لا يعرفون.  

ويكشف مدير مركز اوراد لاستطلاعت الرأي نادر سعيد في حديث للمونيتور ان المركز وخلال اليومين الماضيين عمل على اعداد استطلاعا الكترونيا لقياس الرأي العام، للنخب الاكاديمية والسياسية "قادة الرأي" حول المصالحة لم ينشر بعد، لكن نتائجة الاولية اظهرت ان هناك "درجة عالية من التشاؤم مبنية على التاريخ الطويل بين حركتي فتح وحماس، للصعوبات الفعلية على الارض في تطبيق اي اتفاق مصالحة حقيقي جوهري على الارض ".

وحول اسباب ذلك التشاؤم يقول سعيد " ان هناك عددا من القضايا الحقيقية العالقة لم تتغير"، فالمحايدين الذين ليس لديهم مصالح مع الحركتين لا يثقوا بحركتي فتح وحماس، كما لا يوجد اي تغيير جوهري في اجندتهما وممارساتهما على الارض في الضفة وغزة، و لم نرى مبادرات حقيقية من قبل الطرفين  لتحضير الجمهور لهذه المصالحة".

واضاف ان المزاج الشعبي يعتقد ان المصالحة الحقيقية ليست بالذهاب الى غزة ورفع شارات النصر من القيادات بل هي عملية تصالحية عميقة على مستوى بناء الثقة واعادة اللحمة والمحبة للنفوس وهو امر مفقود، ولذلك جاءت اتفاق المصالحة الاخير كـ"صدمة" لانه تم دون تهيئة ، كالقيام بتحضيرات واضحة للمصالحة من خلال مبادرات حسن نية وممارسات واضحة المعالم على الارض وهو ما يجعل الناس تشك بجدية المصالحة، في ظل عدم حل قضايا حقيقية جوهرية على الارض كالملف الامني.

وحول التغيرات في المزاج الشعبي طيلة اعوام الانقسام ، قال سعيد انه وقت حدوث الانقسام، كانت اغلبية الناس حسب استطلاعات الرأي متفائلة بامكانية انجاز المصالحة، وتعتقد قطعا ان فترة الانقسام ستكون مؤقته وهناك اعتقاد حقيقي بامكانية  تجاوزه، لكن الان انخفض التفاءل قليلا، لكن الاعتقاد بواقعية انجاز المصالحة هبط كثير، حيث وصل الى 20% بعد ان كان في البدايات يصل الى حد 70%.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب لـ"المونيتور" ان المزاج الشعبي غير متفائل او مفرط في التفاؤل هذه المرة بخصوص المصالحة كما المرات الماضية، بسبب الانتكاسات المتكررة للاتفاقيات او البروتوكولات السابقة، رغم تمنياته بنجاح هذا الاعلان.

وعن المطلوب لتذويب ذلك الشعور، قال حرب يجب البدء الفعلي بتطبيق المصالحة، كبدء المشاورات بتشكيل الحكومة، وتهيئة اجواء عامة للحريات العامة تسمح للشعب بالتفاؤل، اضافة الى وقف الاعتقال السياسي، وضمان حرية التنقل، و السماح للاحزاب في الضفة وغزة بالتحرك والتعامل مع القضايا العامة، دون ضغوط عليها.

ولم يغب اتفاق المصالحة عن مواقع التواصل الاجتماعي، التي شهدت جملة كبيرة من التعليقات والتغريدات التي تشكك بنجاحه، والتي وصلت في احيانا كثيرة الى حد السخرية، حيث اطلق نشطاء صفحة على الفيس بوك وهاشتاج تحت اسم " عداد المصالحة الفلسطينية" وصل متابعيه الى 7 الاف متابع في اقل من 24 ساعة.

ويبدو ان 8 سنوات من الانقسام، جعلت الفلسطينيين اكثر حكمة في الحكم على جدية الطرفين بالمصالحة الذين عايشوا رحلتها، انطلاقا من الرياض وثم القاهرة مرورا بالدوحة وصنعاء وصولا الى غزة في رحلتها الحالية، الى جنب معايشتهم احداث الانقسام على الارض، التي لم تتعمق يوما بعد اخر.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in