على الرغم من أنه لم يمضِ عام واحد على ظهور حركة "تمرّد" المصريّة في 26 نيسان/أبريل 2013، إلا أن الانقسام والتفكك عرفا طريقهما إلى داخل الحركة. فقد فجَّر إعلان حمدين صباحي الترشّح للرئاسة حالة من الانقسام في داخل حملة "تمرّد" في القاهرة والمحافظات. ففي حين جدَّد مؤسّس الحركة محمود بدر إعلان تأييد "تمرّد" لترشّح وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسيّة، أيّدت مجموعة حسن شاهين ومحمد عبد العزيز ترشّح حمدين صباحي. أضف إلى ذلك قيام تحرّكات دؤوبة في داخل الحركة بهدف تحويلها إلى حزب سياسي حتى يكون لها ثقلها في المشهد السياسي، وهو ما أوجد انقساماً كبيراً في داخل الحركة. فتُطرح هنا تساؤلات حول مدى قدرة الحركة على التماسك، وكذلك حول مدى تأثيرها على الحياة السياسيّة مستقبلاً.
و"تمرّد" حركة معارضة مصريّة دعت إلى سحب الثقة من الرئيس السابق محمد مرسي وإلى انتخابات رئاسيّة مبكرة والتظاهر يوم 30 حزيران/يونيو أي بعد مرور سنة على حكمه. لم يتوقّف نشاط "تمرّد" بعد 30 يونيو، إذ انضمت إلى حملة "امنع معونة" في إشارة إلى المعونة الأميركيّة التي تُقدَّم سنوياً لمصر. كذلك أطلقت "تمرّد" حملة "عشان رجالة" لدعم القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب، ودعت إلى المشاركة في الاستفتاء على دستور 2014 والتصويت بـ"نعم"، وأطلقت أيضاً حملة "اكتب دستورك.. دستور لكل المصريّين". ومؤخراً قرّرت قيادات في الحركة دعم المشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسيّة المقبلة، وتمّ فتح باب التطوّع لتلقي طلبات الشباب الراغبين في دعم السيسي الذي لم يحسم بعد موقفه من الترشّح للرئاسة، بينما انضمّ بعض الأعضاء إلى حملة المرشّح الرئاسي حمدين صباحي.