خلافا لمعظم القوى السياسية العراقية ، تتسم حركة مقتدى الصدر بخاصية التواصل مع جمهورها بشكل مباشر ، فهي حركة جماهيرية ذات طابع شعبوي ولديها محيطها الاجتماعي والثقافي الخاص والمتميز . ويتصرف مقتدى الصدر كمرجع ديني وزعيم سياسي وقائد اجتماعي في الوقت نفسه ، وهو ما تعبر عنه أجوبته التي يكتبها على الأسئلة التي تأتيته من مريديه .
بمراجعة تلك الاسئلة التي تنشر على موقعه الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي ، نرى ان الصدر يتناول قضايا دينية وسياسية واخلاقية ، بنفس الطريقة. فهناك من يسأله مثلاً عن صرف أموال الخمس ، وهي ضريبة دينية شيعية يحتل النقاش حولها جزءا مهما من الفقه الديني الشيعي . وفي مكان آخر ، يجيب الصدر عن سؤال يتعلق بموقفه من مساعي رئيس الوزراء نوري المالكي للحصول على دورة ثالثة بالتلميح الى انه لن يدعم تلك المساعي. وعلق على رسالة من أحد اتباعه الذي أشار الى ان رجال الدين السنة لم يفعلوا ما يكفي لادانة عنف تنظيم القاعدة ضد المدنيين الشيعة بالتعبير عن الاحباط والأمل بأن بتخذوا موقفاً أكثر جرأة في ادانة التطرف. كما تنطوي أجوبة الصدر على نصائح اخلاقية حول قضايا تتعلق بالسلوك كالنظافة والتواضع. وفي كل ذلك ، يعتمد الصدر لغة شعبية تتسم بالبساطة وتحتوي احيانا على اخطاء املائية او نحوية.