قبل أن تبدأ بالحديث، أصرّت المرأة الشابة على حصولها على ضمانات عدّة ومنها عدم ذكر اسمها أو إخبار المؤسّسات المتخصّصة في مجال رعاية النساء المعنّفات عنها وعن حكايتها. وعلى الرغم من المحاولات العديدة لطمأنتها، إلا أنها وطيلة مدّة لقائها بـ"المونيتور" لم تكفّ عن الالتفات خلفها خشية أن يراها زوجها أو أحد أقاربه.
في أحد الأماكن العامة في مدينة غزّة، جلست ابتسام (اسم مستعار) ابنة السابعة والعشرين عاماً التي تسكن بلدة بيت حانون شمال القطاع، وقد غطّت ضمادة إحدى عينيها نتيجة تعرّضها إلى لكمة من زوجها. في البداية لم تشكّل لها إصابتها تلك دافعاً للحديث، لكن الأمل في إحداث تغيير ما في حياتها جعلها في النهاية تروي بعض تفاصيل حكاية تعرّضها إلى العنف والضرب والتهديد بالقتل بشكل مستمرّ من قبل زوجها.