جلست مريم ابنة السبعة عشر ربيعاً وحيدةً في ظلام غرفتها الدامس، تستذكر أياماً امتدّت عاماً ونصف العام قضتها في منزل زوجها الذي أجبرت على الزواج منه عندما كانت تبلغ من العمر 15 عاماً هرباً من الفقر.
حملت مريم دميتها الصغيرة وظلّت تحدق بها لبرهة قبل أن تستعيد شريطاً طويلاً من ذكريات ترتبط بمسلسل متواصل من الضرب والشتائم كانت قد تعرّضت له في منزل زوجها. وفجأة قطع خلوتها صوت والدها الذي راح يناديها من الخارج. هرعت الفتاة مسرعةً ملبيةً نداء والدها، فقال لها بحزم وإصرار "عليك أن تعودي إلى زوجك. ومهما فعل بك عليك أن تتحملي ذلك، هل تفهمين ما أقول؟!".