شهد القعدين الماضين عزوفا تاما للمواطنين في اقليم كردستان العراق عن زيارة دور العرض السينمائية التي تحولت بدورها ايضا الى اماكن مهمشة ووصل الامر الى هدم بعض صالات السينما في المدينة وتحويلها الى مواقف للسيارات او مخازن للمواد الغذائية بعد ان اصبحت لاتدر على اصحابها اي مردود مادي يذكر.
لكن خلال شهر حزيران افتتح في اربيل وبدفعة واحدة وضمن مشروع لبناني عراقي مشترك 14 صالة سينمائية حسب مواصفات وتصاميم حديثة لعرض احدث الافلام السينمائية ومن ضمنها افلام D3 حيث خصص لها 4 قاعات.
ويقول بيير مكاري مدير التشغيل في "امباير سينما" باربيل وهو لبناني الجنسية، لـ "المونيتر" ان اصحاب الشركة هما ماريو حداد وجينو حداد جائوا الى اربيل ودرسوا الوضع وشاهدوا بانه يجب ان تكون هناك اماكن ترفيهية في المدينة وبالاخص بعد ان اختيرت عاصمة للسياحة العربية عام 2014 وهم لديهم صالات للسينما منذ عام 1919 في لبنان وعملوا اتفاق مع الطرف الكردي العراقي لانشاء المشروع.
يذكر أن مدينة إربيل التي تعتبر كبرى مدن إقليم كردستان العراق، كانت اختيرت من وزراء السياحة العرب كعاصمة للسياحة العربيّة للعام 2014 المقبل، ما دفع بحكومة الإقليم إلى بذل المزيد من الجهود لتعريف المدينة في العالم العربي ومحاولة جذب السيّاح العرب إليها.
ويشير مكاري الى ان "هناك 14 قاعة والطاقة الاستيعابية لكل قاعة ما بين 100 الى حوالي 400 شخص"، مشيرا الى "وجود افلام تعرض في نفس الوقت مع صالات السينما الاميركية مع وجود افلام هوليود وبوليود هندية وافلام مصرية وافلام كردية، بالاضافة الى افلام تركية".
وتوفر هذه الصالات السينمائية ترجمة عربية للافلام وبحسب قول مكاري انهم يعملون حاليا على اضافة الترجمة الكردية لها لكون اغلب المشاهدين من القوميتين الكردية والعربية.
ويبدو ان عادة الحياة الى صالات السينما سواء في اربيل او في اية مدينة عراقية اخرى بحاجة الى وقت، لفقدان المواطنين ومحبي السينما الثقة بهذه الصالات خلال السنوات الماضية.
ويؤكد مكاري ان : خلق الرغبة لدى المواطن للتوجه الى صالات السينما بحاجة الى وقت ولكن في اربيل هناك العديد من المواطنين يأتون للاستفسار عن الافلام وبالاخص الحديثة وينتظرون وصولها وافلام معينة يقدمون للسؤال عنها وخاصة من جيل الشباب".
وعن مواصفات القاعات يقول مدير التشغيل في امباير سينما ان "المواصفات هي مواصفات السينما العالمية والمكان كله تصاميم وفق تصاميم السينما العالمية والمعدات جميعها قمنا بجلبها من اوربا واميركا".
كما يشير الى انه سابقا كانت الافلام تاتي على بكرات 35 ملم ولكن الان تاتي على شكل هارد ديسك ومعه مفتاح لعرضه بتاريخ معين وحمايته من الاستنساخ وكل الاجهزة هي رقمية.
وكانت صالات السينما تعاني سابقا من عملية استنساخ الافلام وبيعها على اقراص وباسعار رخيصة، في الاسواق، الا ان مكاري يشير الى اتخاذهم اجراءات صارمة لمنع سرقة افلامهم السينمائية الحديثة.
ويوضح : "نحن اتخذنا هذه الاجراءات ولدينا موظفين يقومون بفحص القاعات ومنع المشاهدين من تصوير الفلم سواء باجهزة الهاتف النقال او الكاميرا ونمنع ادخال الكاميرات الى قاعات العرض وسنقوم بمسح الفلم عن اي جهاز اذا شاهدناه يقوم بتصوير الفلم".
ويؤكد ان اكثر الافلام المرغوبة والتي يطلبها الجمهور هي الافلام الاميركية الحديثة وكذلك الافلام العربية.
الى ذلك يؤكد فاضل الجاف مستشار في وزارة الثقافة والرياضية والشباب في حكومة اقليم كردستان العراق على اهمية وجود مثل هذه الصالات الحديثة في اربيل لاعادة الحياة للصالات السينمائية وانعاش هذا القطاع.
ويقول لـ "المونيتر" ان "عودة الافلام الى صالة العرض وخصوصاً هذه الصالات المبنية على التقنيات الحديثة نقطة مهمة اتمنى ان تطور وتبنى في كردستان عدد من الصالات الاخرى وان تعود الافلام الى الصالات والجهمور ايضا".
اما الصحفي الكردي محمد زنكنة الذي له متابعات فنية دائمية فيقول لـ "المونير" انه : ""في السنوات الماضية كان اسم السينما او الذهاب الى صالات السينما، ذو معنى سلبي جدا في المجتمع، ولكن بعد ان شاهدنا هذه الصالات وما يعرض فيها من افلام خطوة مهمة نحو انعاش هذا القطاع مرة اخرى".
يؤكد على اهمية السينما العائلية وقال : "نتمنى ان تكون هناك افلام خاصة للاطفال وافلام خاصة باعمار معينة وتشجيع العوائل للمجيء لقاعات السينما وخصوصا ان اربيل ستكون عاصمة للسياحة العربية".
يشار الى ان اول قاعة للسينما افتتحت في مدينة اربيل كانت في سنة 1946 وهي صالة سينما صلاح الدين ثم افتتحت اكثر من خمسة صالات اخرى حتى نهاية اعوام الثمانينات من القرن المنصرم وجميعها الان تحولت الى صالات منسية بعد ان هدمت بعض منها كصالة سينما صلاح الدين او تحولت الى مخازن والاخريات ينتظرون اعلان موتها، ان لم يبادر اصحابها الى ترميمها مرة اخرى لتكون وفق التصاميم الحديثة وتعرض فيها افلام يتقبلها الجمهور العام.
يذكر ان تاريخ بناء صالات السينما في العراق يعود الى قبل بدأ الحرب العالمية الاولى ودخول الافلام الصامتة الى البلاد وبادر على اثرها بعض محبي السينما الى بناء صالات سينمائية في مدينة بغداد.