قد تكون النتائج السياسيّة لسقوط مدينة القصير السوريّة في أيدي القوّات الموالية لبشار الأسد مدعومة من مقاتلي حزب الله اللبناني بالأهميّة نفسها لنتائجها العسكريّة، إن لم تكن أكثر عمقاً وفاعليّة في المدى الزمني الآتي وأوسع انتشاراً في الرقعة الجغرافيّة والسياسيّة المعنيّة بالصراع الدائر في سوريا وعليها. لا بل يمكن القول أن ثمة توازياً بين النتيجتَين العسكريّة والسياسيّة. فإذا كانت هذه المعركة قد فتحت طريق الأسد صوب حمص وحلب وصولاً إلى الحدود مع تركيا، فهي فتحت أيضاً طريق موسكو إلى لعب دور أكثر حسماً ووزناً في مفوضات التسوية الممكنة للأزمة السوريّة. وكما أمّنت هذه المعركة التواصل الجغرافي بين دمشق والساحل السوري منطقتَي النفوذ الأساسيّتين للنظام، كذلك أمّنت التواصل على المستوى الدولي بين أدوار كلّ من موسكو وطهران على الساحة السوريّة، إنضاجاً للحلّ الملائم لحسابات الإثنتين.
عسكرياً، يمكن القول أن هزيمة المعارضة في القصير جاءت في أسوأ توقيت لها. ذلك أنها تزامنت مع خلافات داخل أجسام تلك المعارضة بدأت تخرج إلى العلن، وكذلك مع ظهور "جبهة النصرة" كطرف أساسي فيها، مع ما لذلك من نتئاج سلبيّة على تلك المعارضة على مستوى المزاج السوري العام وعلى مستوى الرأي العام الدولي والغربي خصوصاً.