في سابقة هي الأولى من نوعها طالبت حركة حماس خصمها السياسي محمود عباس باعتقال الشبان الذين احرقوا دمية تجسد شخصية أمير قطر في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، مما اثار موجة انتقاد شديدة في الشارع الفلسطيني على التقارب السياسي الحاصل بين الحركة الإسلامية وقطر.
وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس في تصريح صحفي تم توزيعه عبر البريد الالكتروني للصحفيين "تعتبر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رفض محمود عباس لإساءة بعض أبناء الشبيبة الفتحاوية لقطر وقيادتها هو أمر غير كافي ولا يعفيه من المسؤولية كونه رئيساً لحركة فتح".
وأضاف "ندين هذا العمل اللامسؤول وندعو عباس إلى اعتقال المتجاوزين حفاظاً على علاقات شعبنا الخارجية ونعتبر أن هذا التجاوز ناتج عن عملية التحريض والشحن التي تمارسها بعض قيادات فتح لدعم أطراف عربية ضد أطراف أخرى".
وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة أبرز زعيم عربي زار قطاع غزة في كانون الأول (اكتوبر) من العام المنصرم، واستقبلته حركة حماس في احتفالات بهيجة، ليعلن بدء المشارع القطرية لإعادة اعمار غزة بمبلغ قيمته تتجاوز 450 مليون دولار أمريكي.
وأوضح صلاح البردويل الناطق باسم حماس في غزة في حوار مع المونيتور أن علاقة حماس بقطر نتيجة الدعم السياسي والمالي التي تنتهجه قطر تجاه القضية الفلسطينية وقطاع غزة.
وأشار إلى أن قطر هي الدولة الوحيدة التي استضافت قيادة حماس قبل انتقالها إلى العاصمة السورية دمشق، وكذلك هي التي تستضيف ذات القيادة بعد اندلاع الثورة السورية، بالاضافة إلى تقديم الدعم المالي للقطاع المحاصر ودعم القضية الفلسطينية في القمم العربية المختلفة خاصة في فترة عملية "الرصاص المصبوب".
وكانت الشبيبة الفتحاوية الاطار الطلابي لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، صممت دمية ضخمة لأمير قطر وأعدمتها وحرقتها في حفل ختام الدعاية الانتخابية لمجلس طلبة جامعة الخضوري في مدينة طولكرم بالضفة الغربية.
واعتذر الرئيس الفلسطيني في تصريح صحفي نشرته وكالة الانباء الرسمية (وفا) عن حرقم مجسم الأمير القطري قائلاً " أن حرق مجسم لسمو أمير دولة قطر الشقيقة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لا يمثل من قريب أو بعيد موقف دولة فلسطين أو منظمة التحرير أو حركة 'فتح'، أو الشعب الفلسطيني".
وأضاف "أن هذا العمل منافٍ لأخلاق شعبنا وأعرافه، وأن العلاقة مع دولة قطر الشقيقة علاقة قوية ووثيقة وما يجمع القيادتين الفلسطينية والقطرية أقوى من أن تحاول أية جهة الإساءة له أو النيل منه".
وذهب هاني حبيب المحلل السياسي في غزة إلى اتهام حماس بأنها تنفذ السياسة القطرية في فلسطين لما في ذلك من مصلحة سياسية لها دون الالتفات إلى المصلحة الفلسطينية
وقال في حديثه مع المونيتور "هذا ليس تقارباً في المواقف السياسية بين حماس وقطر، وانما هو شكل من اشكال الاحتواء والهيمنة القطرية على المستويات كافة في اطار سعيها الدؤوب لفرض رؤيتها على المنظومة العربية والتي تلعب دوراً في رسم الخريطة الجديدة في الشرق الاوسط".
وأضاف "الخطر يكمن أن العلاقة القطرية مع حماس في غزة وكانها كيان منفصل، يعزز الانقسام السياسي وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، بعد شعور حماس بقوتها سياسياً ومالياً".
ويلاحظ منذ اندلاع الثورات العربية وجود انتقادات واسعة للدور القطري، والتقارب الحاصل بين الاخوان المسلمين وقطر بما يشمل العلاقة مع حماس في اوساط الشارع الفلسطيني ظهر جلياً على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر".
ونفى البردويل الاتهامات بأن حماس تخضع للسياسة القطرية مشيراً إلى أنها تقارب سياسي فقط نتيجة "الموقف المتقدم التي اتخذته قطر دون الدول العربية الأخرى التي ندعوها إلى أن تحذو حذوها".
وقال "نحن لا ندفع أية اثمان سياسية مقابل الدعم من اي جهة كانت، الجميع يعلم ذلك، من اراد ان يدعم مواقفنا فأهلاً وسهلاً به، ومن أراد مواقف سياسية في المقابل فنحن لسنا الجهة الصحيحة".
ومارست قطر دوراً محورياً في تعزيز علاقة حماس مع الدول العربية والأوربية كما دعمت اعادة انتخاب خالد مشعل كرئيس للمكتب السياسي في الانتخابات التي جرت مؤخراً في العاصمة المصرية القاهرة.
ونجحت دولة قطر في الوساطة بين حماس والأردن وتحقيق المصالحة بين الجانبين عندما التقى خالد مشعل العاهل الأردني عبد الله الثاني في عمّان بحضور ولي العهد القطري تميم بن حمد في كانون الثاني (يناير) 2012.
وتقيم بعض قيادات حماس في العاصمة القطرية الدوحة بعد خروجها من سوريا، وظهر مشعل مؤخراً في فيديو وصور فوتوغرافية يمارس الرياضة في صالة رياضية داخل منزله بقطر.
واتهم البردويل قيادة حركة فتح والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية بالتحريض على علاقة حماس بقطر قائلاً " هناك غيرة من قيادة السلطة كون قطر تدعم حماس سياسياً ومالياً في ظل الخصومة السياسية الحالية".