ليس سراً أن أكثر الفرحين بفوز د. محمد مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية بعد الإخوان المسلمين، هي حركة حماس، عقب فرحها الأول لفوزهم في انتخابات مجلس الشعب، انطلاقاً مما تعتبره أدبيات مسلمة تتلخص في أن عنصر قوتها الإقليمي الأكبر يتركز في القاهرة، وهو ما جعلها تعيش أشبه ما يكون بـ"شهر عسل" أعقب سقوط النظام السابق، لما كان يشكله من حالة عداء مستحكمة معها.
ولما كان الحال كذلك، اعتقدت حماس أنها وجدت البديل الملائم، وزيادة، عن فقدانها للأراضي السورية، بعد موقفها المساند للثورة الشعبية المشتعلة ضد نظام الأسد، ولئن كانت إقامتها الجغرافية في دمشق طوال عشر سنوات انطلقت من توافقات مصلحية مع النظام، ترتبط بالعداء مع إسرائيل، رغم الاختلاف الجذري في الفكر الديني، فإن انتقالها التدريجي إلى عدد من العواصم العربية، ومنها القاهرة، امتزج به البعد المصلحي مع التوافق والانسجام الفكري والأيديولوجي، لاسيما وأن حماس المسيطرة على غزة تعتبر نفسها "الابن الشرعي" لجماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر.