مع انتهاء القمة العربية التي انعقدت في الدوحة منذ يومين، ينظر الكثير من المراقبين لخريطة التوازنات العربية التي تتأرجح يوما بعد يوم، خاصة في الدول ذات الثقل بمنطقة الشرق الأوسط، كمصر والعراق والسعودية، في ظل انعكاس أثار الثورات العربية عليها بما فيها الثورة السورية المستمرة ضد نظام بشار الأسد والتي حققت نجاح على المستوى الدبلوماسي بجلوس معاذ الخطيب ممثل ائتلاف المعارضة على مقعد سوريا في القمة العربية.
ومن بين هذه العلاقات التي قد تنسحب على مجريات الأمور حاليا واستراتيجيا هو العلاقة بين مصر والعراق التي لم يكف الجدل حول مستقبلها وأثاره في المنطقة منذ زيارة رئيس الوزراء المصري والوفد الاقتصادي المرافق له لبغداد أوائل آذار/ مارس الجاري، فكلا الدولتين تمثلان ثقلا كبيرا في التوازن العربي لما تملكان من عمق تاريخي لكليهما ووجود نظام جديد محسوب على الأبعاد الدينية على رأس كل منهما فنور المالكي ينظر إليه بوصفه رجل إيران الشيعية في حين يقبع مرسي القادم من جماعة الإخوان المسلمين السنية على رأس الدولة المصرية، فضلا عن القوة البشرية لكل منهما ووجود بقايا علاقات وأواصر بين البلدين منذ فترة توافد العمالة المصرية إلي العراق التي بلغت في ذروتها 5 مليون مصري.